ما زالت الآثار الجسيمة لحادث سيارة ترحيلات العياط الذي استشهد فيه العريف محمد خليفة محمد، تلقي بظلالها المؤلمة ففي الغرفة 424 يرقد المجند سيد جبريل محمد الذي أصيب في الحادث ويعاني من شلل نصفي، ومازالت تسكن جسده طلقتان في انتظار الجراحة. «روزاليوسف» التقت عريف الشرطة المصاب داخل مستشفي الشرطة بالغرفة حيث يتلقي العلاج، ليروي تفاصيل لحظات الحادث الدموي. سيد جبريل محمد 34 عاماً يقول: كنت أجلس في المقعد الأمامي بجوار سائق السيارة خالد سعيد سيد الذي يعمل سائقًا مدنيا وليس مجندا أثناء سيرنا من محكمة جنوبالجيزة الابتدائية إلي مركز شرطة العياط وأمام كوبري الجليدة حاول المتهمون تهريب تاجر المخدرات وحاولوا في بداية الأمر ترويعنا وايقاف السيارة قبل إطلاق النار عليها وبسبب استجابتنا جاء أحد المتهمين وبحوزته «بلطة» ووقف أمام سيارة الترحيلات لكن السائق استمر في السير فاعتدي المتهم علي السيارة بالبلطة التي بحوزته لترويعنا فلم نستجب وكنا ندرك أنه يريد تهريب المتهم فأمطرونا بوابل من الرصاص استقرت 4 رصاصات بجسدي منها طلقة بالظهر و3 طلقات بفخذي الأيسر وقدمي فحملني أحد أهالي قرية العطف داخل سيارة نقل إلي مستشفي العياط المركزي واستمر سائق سيارة الترحيلات في السير عقب إطلاق الرصاص علينا ودخل القرية وتجمع أهالي قرية العطف علي صوت إطلاق النار وفر المتهمون وكانوا حوالي 7 أشخاص يرتدون «جلاليب» وبحوزتهم سلاح آلي. وبعد ساعة من دخولي مستشفي العياط المركزي تم نقلي إلي مستشفي الشرطة بالعجوزة. وأضاف المجند أنه لم يتمكن من إطلاق طلقة واحدة من سلاحه بعدما أمطروا السيارة بوابل من الرصاص ولكنهم بذلوا كل ما في وسعهم لمنع تهريب المتهم من سيارة الترحيلات. ويقول جبريل والدموع تنهمر من عينه: إن لديه 3 بنات نورهان 6 سنوات وقمر 4 سنوات ووفاء عمرها عام ونصف العام لا يجدن من ينفق عليهن فراتبه الشهري 450 جنيها علي مدار 8 سنوات عمله واقترض من بنك التنمية والائتمان الزراعي مبلغ 9 آلاف جنيه بضمان راتبه ليتم خصم 210 جنيهات شهريا من الراتب لسداد القرض ليتقبي 240 جنيها ينفقها علي أسرته. سيد وجه الشكر لزملائه من المجندين والصف بمركز شرطة العياط الذين تبرعوا له ببعض الأموال من راتبهم الشهري عقب الحادث. وأشار المجند إلي أن التقارير الطبية تؤكد إصابته بشلل نصفي فلم يستطع حتي الآن أن يحرك قدميه، كما أن رصاصتين ما زالتا بفخذه اليسري وعموده الفقري كما أن الفقرة الخامسة بظهره دمرت وأن وتر واحد بالظهر ما زال سليمًا. ورغم قلق سيد جبريل من استمرار حالته الصحية والعجز الذي أصابه إلا أن الأطباء طمأنوه بإمكانية شفائه من العجز. وقال المجند إنه حزين من بعض قادته الذين لم يطمئنوا عليه بالمستشفي وطالب باستمرار رعايته الصحية وتحمل نفقات العلاج ورعاية بناته ال 3 طبقا لتعليمات الوزير حبيب العادلي، وأضاف أنه لا يملك من الدنيا «غير راتبه الشهري وبناته الثلاث».