شهد مونديال جنوب أفريقيا 2010 اهتماما بالغا من الجنس الناعم مما أضفي المزيد من الإثارة والتشويق علي أجواء البطولة، وتجسد اهتمام الجنس اللطيف بالحضور المكثف لمباريات المونديال الذي لم يكن بشكل عام فرصة فقط للفوز بالكأس واظهار المهارات والتجليات لدي اللاعبين من أجل لفت انظار الفرق الكبيرة والانضمام إلي صفوفها لاحقاً، بل بات فرصة كبيرة للجماهير للتألق ودخول عالم الشهرة من أوسع أبوابها من خلال الأزياء المزركشة التي يرتدونها علي المدرجات وتهافت عدسات المصورين لالتقاطها. وغالبا ما تمر لقطات خلال النقل التليفزيوني المباشر للمباريات تركز علي شاب يلبس علي رأسه كوفية عربية ويحمل عوداً، او فتاة تضع علي رأسها قرني الشيطان او مجموعة من المشجعين يلبسون جماجم وازياء تحاكي هياكل عظمية، لكن الأجمل ازياء مشجعي جنوب افريقيا الذين يطلون وجوههم بالالوان ويضعون حلقا في أنوفهم وآذانهم ويرتدون تنورة من جلد نمر ويقرعون الطبول الكبيرة. وعلي الرغم من أن المنتخب الإسباني أحرز لقب البطولة الا أن حسناوات هولندا انتزعن اللقب في المدرجات بأدائهن المثير في التشجيع. واللافت في الجماهير الهولندية الفتيات الشقراوات التي تمتعت بأجساد ممشوقة... فضلا عن الأزياء البرتقالية المثيرة التي زينوا بها المدرجات. أما الجمهور الاسباني فارتدي ثياب «الماتادور» وفي يد كل واحد المنديل الاحمر العملاق بينما يقوم أحدهم بلعب دور الثور ويضع علي رأسه قرنين كبيرين يكاد يخيل للناظرين ان معركة قريبة ستدور رحاها بين الثور المسكين الضحية وجزاره. لكن الأجمل في ثياب الكرنفال هي التي يرتديها الجمهور البرازيلي الا أنها تكون مثيرة في معظم الأوقات.. وما اجمل فتيات المانيا حين يرتدين الثياب الفولكلورية ويرفعن بايديهن اكواب الجعة الألمانية العملاقة ويلوحن بها امام عدسات المصورين، أما الجمهور المكسيكي فيرتدي قبعات ال«سومبريرو» العملاقة التي تكاد تغطي 11 لاعبا معا وتقيهم حر الشمس، وهم يهتفون «فيفا مخيكو» اي تعيش المكسيك باللهجة المحلية، او لباس الآباء الاوائل أي الهنود الحمر مع الريش الملون الذي يزين الرأس. ومشجعو بلاد الشمس اليابان يرتدون ثياب الساموراي وفي ايديهم السيوف البلاستيكية وعلي رأسهم عصبة بيضاء تتوسطها الشمس الحمراء رمز اليابان والقوة والسطوة والهيبة، من دون ان ننسي الفايكينج وقبعته المزينة بقرنين مذهبين للمشجعين الدنماركيين والتي ترمز إلي تاريخ طويل يعود إلي آلاف السنين. وهناك بالطبع تقليعات وصيحات في عالم الموضة والازياء لدي باقي المشجعين فيتفننون في التنافس فيما بينهم، حيث كان المونديال محطة لاستعراض المواهب ربما لفتت بعض المصممين وخصوصا من البرازيل وفرنسا وهولندا وايطاليا. أغرب اللقطات كانت أغرب اللقطات من نصيب المشجعين الانجليز في مباراتهم أمام ألمانيا.. حيث خرجت فتاة إنجليزية عن المألوف لتركض في الملعب كالمجنونة، وكأنها تلعب «استغوماية» مع أمن ملعب «فري ستات» بمدينة بلومفنتين، ورغم الإمساك بها كانت سعيدة وفخورة للغاية لأنها ظلت لأطول فترة ممكنة في الملعب. كما ظهرت في نفس المباراة مشاعر متباينة بين جماهير المنتخب الإنجليزي والألماني، فقد ظهرت فتاة تلعن الحكم لاريوندا لعدم احتسابه هدف لامبارد وفتاة ألمانية أخري تعبيرات وجهها لا تقول إلا: شكراً لانك فقدت بصرك يا لاريوندا لحظة دخول الكرة مرمي ألمانيا. وأكثر اللقطات إثارة كانت من نصيب سيدة إنجليزية مسنة، فعيناها تُعبر عن الواقع الأليم الذي تعيشه كرة القدم الإنجليزية، والسؤال والتعبير واضح ولا يحتاج لشاعر أو كاتب.. هل سأموت قبل رؤيتكم أبطالاً للعالم؟ التوربيني نجم المدرجات استحوذ النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الشهير بالتوربيني علي القسط الأوفر من تشجيع الحسناوات في مدرجات جنوب أفريقيا. ولم يقتصر الأمر عند حد التشجيع، بل وصل إلي المغازلة وطلب الزواج منه أو حتي مضاجعته شخصيًّا. ورفع بعض من جماهير الجنس الناعم البرتغالية لافتات تحمل غزلاً غير عفيف للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو المعروف بعلاقاته النسائية المتعددة. وأظهرت ثلاث فتيات لافتة عريضة كتب عليها باللغة الانجليزية (Ronaldo.. forget Kim kardash.. Im here) في إشارة واضحة للعلاقة التي تجمع بين نجم ريال مدريد الإسباني وعارضة الأزياء ونجمة تليفزيون الواقع الشهيرة كيم كارديشيان. وأصبحت كارديشيان علي علاقة وطيدة ب«كريستيانو» منذ انفصالها عن صديقها ريجي بوش. وكان رونالدو وكيم قد تقابلا للمرة الأولي في الصيف الماضي بفندق بفيرلي هيلز بلوس أنجلوس إلا أن علاقتهما لم تبدأ إلا بعدما انفصلت كارديشيان عن صديقها. ورفعت فتاة لافتة علي شكل بطاقة حمراء وقد كتب عليها (red card for being too hot Ronaldo) في إشارة غزل واضحة من الجمهور البرتغالي، كما طلبت إحدي المشجعات الزواج من كريستيانو رونالدو عبر رفعها لافتة (Marry me ..Ronaldo). يذكر أن كريستيانو معروف بعلاقاته القصيرة والمتعددة فلا يكاد يقيم علاقة مع واحدة إلا ويتركها وينجرف إلي أخري، وعادة يهوي اللاعب البرتغالي الشاب مشاهير التليفزيون والسينما. (Ronaldo.. Im free tonight)، عبارة رفعتها إحدي الحسناوات في مدرجات التشجيع حيث ترغب في قضاء ليلة ساخنة مع كريستيانو رونالدو. وتمتلئ أجندة اللاعب بالعديد من السيدات في حياته، مثل البرتغالية ميرش روميرو، والإنجليزية جيما أتنكسون، والإسبانية نييردا جالاردو، والهندية بيباشا، والبرازيلية كرينا باتشي، ومواطنتها جابرييلا، والإنجليزية أوليفيا. احتفالات اللاعبين ولم تقتصر التقاليع والاحتفالات علي الجماهير انما امتدت إلي اللاعبين حيث لم يظهروا قدراتهم الإبداعية عند تسجيل الأهداف فقط، بل جاءوا بعروض فريدة وجميلة عند الاحتفال بها أيضاً. لذلك سيستحضر عشاق الساحرة المستديرة هذه اللحظات الخالدة طويلاً، وسيتذكرون تفاصيلها دون كلل أو ملل، لا سيما أنها شكلت مصدر سعادة وفرح للمنتخبات والجماهير. وكانت أجمل لحظات الاحتفال بالأهداف، رقصة اللاعب سيفيوي تشابالالا ورفاقه احتفالاً بأول أهداف منتخب البافانا بافانا في النهائيات بملعب سوكر سيتي. كذلك احتفالات الغانيين أسامواه جيان وكيفن برينس بواتينج. وترك منتخب سلوفينيا بصمته في هذه النهائيات، ولفتت طريقة لاعبيه في الاحتفال بهدف روبرت كورين أنظار العالم، إذ اجتمع اللاعبون السلوفينيون في حلقة، ثم رفعوا أيديهم نحو السماء وبدأوا في الرقص والتهليل. كما كانت طريقة لاعب أوروجواي آلفارو بيريرا في الاحتفال فريدة، وينطبق الأمر ذاته علي البرازيلي إيلانو، الذي أهدي الهدف لبناته، وعلي الماتادور دافيد فيا.