حظي بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بحفاوة بالغة خلال استقباله في البيت الأبيض مساء أمس وذلك علي خلاف الزيارة الأخيرة له، كما عقد الرئيس الأمريكي مع نتانياهو مؤتمرا صحفيا مشتركا بعد مباحثات مشتركة بدأت في السادسة مساء واستمرت أكثر من ساعة في البيت الأبيض، في لقاء وصفته صحيفة "واشنطن بوست" بأنه "لقاء مصالحة". وفي إطار أجواء الاحتفالية بزيارة نتانياهو لترضيته، وجّهت ميشيل أوباما سيدة أمريكا الأولي الدعوة لسارة نتانياهو عقيلة رئيس الوزراء لعقد لقاء ثنائي معها خلال مأدبة الغداء التي تناولها نتانياهو علي مائدة الرئيس اوباما في البيت الأبيض. وتوقعت تقارير صحفية أن يعقد اللقاء الثنائي بين السيدتين في جناح منفرد في البيت الابيض. ويري المقربون من نتانياهو ان هذه الدعوة المفاجئة من ميشيل اوباما الي سارة نتانياهو تأتي كجزء من الاتجاه نحو اقامة استقبال حارّ لنتانياهو قدر الإمكان وذلك بعد ان تعرض أوباما لانتقاد شديد اللهجة في الولاياتالمتحدة علي خلفية الضيافة المهينة التي عومل بها نتانياهو في المرة السابقة. والتقي نتانياهو في وقت لاحق مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، ومن المقرر أن يلتقي نتانياهو اليوم مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة كما يشارك في حفل يقيمه رؤساء المنظمات اليهودية. واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أمس أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن إظهار "الوحدة" مع إسرائيل مهم للغاية سواء لما يسمي ب"عملية السلام" في الشرق الأوسط، أو للاعتبارات السياسية للطرفين. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن نتانياهو قد بلور "خطة تسوية" مع الفلسطينيين مع وزير الدفاع إيهود باراك، وعرضت علي الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ولا يستبعد أن يعرضها نتانياهو علي الرئيس الأمريكي. وأوضحت الصحيفة أن تفاصيل الخطة ليست معروفة حتي الآن، إلا أنها تتناول الكتل الاستيطانية والحدود الدائمة والترتيبات الأمنية والجداول الزمنية للتنفيذ. وأشارت إلي أن إستراتيجية أوباما لم تتغير بشأن "حلّ الدولتين"، إلا أنه يتبع تكتيكا مختلفا، حيث لا يقوم بالضغط علانية علي إسرائيل بشأن وقف البناء في المستوطنات. وبحسب الصحيفة فإن أوباما دفع ثمنا سياسيا كبيرا في السابق بسبب سياسة الضغط العلني علي إسرائيل التي قادت أبومازن الي تسلق شجرة عالية، ما أدي إلي منع حصول تقدم في "العملية السياسية" وأغضب يهود الولاياتالمتحدة. وتوقعت "يديعوت أحرونوت" ألا يتطرق أوباما ونتانياهو إلي قضية تجميد الاستيطان، وذلك لصالح استمرار المفاوضات وبسبب اقتراب موعد الانتخابات الأولية للكونجرس المقررة في نوفمبر. ونقلت الصحيفة عن دان شبيرو، مسئول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، قوله إن تجميد الاستيطان الذي أعلن عنه نتانياهو في الخريف الماضي أدي إلي إحداث تقدم، وبالتالي فإن لقاء نتانياهو وأوباما سيتركز إلي حد كبير علي الانتقال إلي المفاوضات المباشرة وحول مضامين تمت مناقشتها في المفاوضات التقريبية. ونقل عن مارتين إنديك السفير الأمريكي في إسرائيل سابقا قوله " إن أوباما ونتانياهو أخذا بتطوير علاقات عمل ناجحة، وكل طرف بدأ يظهر حساسية تجاه المخاوف المشروعة للطرف الثاني".