في أجواء وصفت أنها مشحونة بالتوتر وغير ودية بين الحليفين التقليديين في ظل استياء واشنطن من اصرار تل أبيب علي المضي في مشروعاتها الاستيطانية خاصة في القدسالشرقية، التقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الامريكي باراك أوباما مرتين مساء أمس الاول وعقد اللقاء الاول في البيت الابيض واستمر لمدة 90 دقيقة ولم يسمح للصحفيين بتغطية اللقاء كما لم يتمكن المصورون من التقاط صور لأوباما مع ضيفه علي غير العادة وذكر مسئول أمريكي طلب عدم كشف اسمه أن نتانياهو طلب خلال اللقاء الاتصال بمعاونيه وبعد ساعة قضاها في قاعة روزفلت للاجتماعات في الجناح الغربي للبيت الابيض طلب نتانياهو لقاء أوباما مرة ثانية فتوجه للقائه في المكتب البيضاوي مجددا واستمر الاجتماع 35 دقيقة وبعد اللقاء غادر نتانياهو دون الادلاء بأي تصريح للصحفيين وكان نتانياهو قد استبق لقاء أوباما بتصريح للصحفيين قال فيه إنه إذا أيد الامريكين المطالب غير المنطقية التي يطالب بها الفلسطينيون بشأن تجميد البناء في القدس ستشهد العملية السياسية جمودا لمدة عام كما نقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن نتانياهو قوله إن العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة يجب ألا تكون رهينة الخلافات بين البلدين حول عملية السلام مع الفلسطينيين. ومن جانبه أكد المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي في تصريحات سبقت لقاء نتانياهو وأوباما أن الطريقة الوحيدة لحل مشكلة القدس هي العودة لطاولة المفاوضات مؤكدا أنه لا يمكن تسوية وضع القدس إلا من خلال مفاوضات مباشرة، وأضاف إنه يتطلب في النهاية من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني التوصل إلي تسويات بشأن القدس واللاجئين والحدود وعدد آخر من الملفات. وأكد كراولي عدم موافقة الولاياتالمتحدة علي ما أعلنه نتانياهو في خطابه أمام المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الامريكية الاسرائيلية «إيباك» الاثنين الماضي من أن البناء في القدس كالبناء في أي مكان من إسرائيل، ووصف بيان رسمي إسرائيلي صدر أمس من القدس لقاء نتانياهو بأوباما بأنه جري في «أجواء جيدة». يأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية أن الخلاف بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بشأن البناء الاستيطاني في القدسالشرقية يظهر حدود النفوذ الامريكية في الضغط علي زعماء إسرائيل لاتخاذ قرارات تعتبر واشنطن انه لا يمكن الدفاع عنها سياسيا. وقالت الصحيفة في موقعها علي شبكة «الإنترنت» أمس إن اندلاع هذه الازمة يشير أيضا إلي أن العلاقة بين الحليفين تتغير بطريقة تبعث القلق بالنسبة لمؤيدي إسرائيل. وأضافت الصحيفة إن أوباما ومساعديه ركزوا علي تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وليس علي مجرد العلاقة مع إسرائيل كجوهر للمصالح الامنية الوطنية الامريكية. ووصف ذلك الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية للجيش الامريكي بشكل مطلق في افادته الاخيرة في مجلس النواب الامريكي الصراع يذكي شعورا مناهضا للولايات المتحدة بسبب اعتقاد بأن هناك محاباة أمريكية باتجاه إسرائيل. وقالت الصحيفة إن تصريحات الجنرال الامريكي تثير الدهشة في واشنطن وفي الخارج لاعتقادهم بأن مسئولي الجيش الامريكي لديهم فكرة بأن الفشل في حل الصراع بدأ يعرض حياة الامريكيين لمخاطر. وقالت الصحيفة إن نتانياهو لاقي ترحيبا حارا في مؤتمر لجنة الشئون العامة الامريكية الاسرائيلية «ايباك» الاثنين الماضي عندما رفض بشدة المطالب الامريكية بإنهاء البناء الاستيطاني في الجزء المتنازع عليه في القدس..ولاقي ترحيبا كبطل عندما زار الكونجرس الامريكي أمس الأول. لكن الادارة الامريكية حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست لم تبرز بشكل لافت للنظر استقبال الكونجرس لنتانياهو.. فلم يدع صحفيين أو حتي مصورين عندما التقي نتانياهو مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جو بايدن ولم تقم مراسم استقبال كبيرة في حديقة البيت الابيض. وقالت الصحيفة إن هذا الفتور في العلاقة الامريكية الاسرائيلية تزامن مع عمق واضح في العزلة الدبلوماسية لإسرائيل. من جهة أخري ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن جيش الاحتلال الاسرائيلي أجري تدريبات جديدة لاستعداده لخوض حرب أخري ضد قطاع غزة تم خلالها استخدم اسلحة جديدة، بمشاركة قوات من جيش الاحتياط والجيش النظامي، في سلاح المشاة وسلاح الجو والبحرية وضباط من الاستخبارات العسكرية للتأكد من التنسيق الكامل بين تلك القيادات. وحسب مصادر إسرائيلية فقد تم تدريب الجيش علي منظومات قتالية واستخباراتية بهدف تحسين القتال فيما لو اندلعت حرب أخري مع غزة وتم تدريب الجنود علي سيناريوهات مختلفة لفحص جهوزية الجيش.