رغم اعتبارهم فتوي إباحة نحت التماثيل خطوة نحو حرية الفن، أبدي عدد من الفنانين تحفظهم علي الفتوي التي أصدرها "مجمع البحوث الإسلامية" بإباحة صناعة التماثيل والتحف، بغرض تنشيط السياحة وجذب السائحين وإظهار الحضارات وتاريخ الأمم، واعتبروها مقيدة للعملية الفنية وتحصرها في جانب واحد فقط من جوانب الفائدة، وهو تنشيط السياحة، "روزاليوسف" أجرت تحقيقا للوقوف علي آراء بعض الفنانين حول هذه الفتوي، فكان هذا الموضوع. قال الفنان محمد عبلة :الحقيقة يسعدني جدا هذا الفكر، الذي أعتبره بادرة أمل للتنوير واحترام الفن وتقديره، لأن الناس يتصورون أن العقل البشري لا يتطور، فالقرآن نزل مواكبا لأحداث معينة، وهناك علم يبحث في أسباب النزول، فرغم أن القرآن ليس به نص صريح يحرم التماثيل أو الفن، فإن هناك من يصر علي الاعتماد علي حديث واحد فقط يحرمه، وهذه الفتوي خطوة جريئة نحو التحرر والتنوير. وقال الناقد كمال الجويلي :هذا قرار عظيم جدا، ويعطي قيمة عالية ويعمق مفهوم الفن، ومن قبله مفهوم الدين لدي الناس، لأنه هناك حالة واضحة من خلط المفاهيم. طارق الكومي :منذ إعلان تولي الدكتور أحمد الطيب منصب شيخ الأزهر تفاءلت خيرا وأصبح لدي الأمل في التغيير والتنوير، وأري أن مبدأ مراجعة الفتاوي المتشددة الخاصة بالفنون الذي أوصي به "مجمع البحوث الإسلامية" بداية مبشرة نحو التنوير، ولكن نحن النحاتين لا نصنع التماثيل بل ننحتها، فالفن عندي لا يختلف عن الدين لأن الفن رسالة وهدف ولا يوجد فيه مقاييس الحلال والحرام. وبلا تحفظات قال السفير يسري القويضي :هذا تفكير مستنير ومتحضر، وأنا أعلم أن الدكتور أحمد الطيب من الأقصر ومدرك تماما لقيمة وأهمية التماثيل من الناحية السياحية، وبالتالي فهي خطوة جيدة وبداية لعصر تنويري فني. الدكتور طه القرني :أولا الدكتور أحمد الطيب هو شخص مستنير جدا ووجوده في موقع الإفتاء خطوة للأمام، لكن الأمر يحتاج إلي خطوات إيجابية، هل يجوز أن أصنع تمثالا لمجرد بيعه إلي السائح، وفيما عدا هذا الغرض التجاري سيكون حراما؟! إنني مندهش .. ألازلنا حتي الآن نتحدث ونناقش حرمة أو تحليل التماثيل؟، المفروض أننا تجاوزنا هذه النقطة منذ زمن بعيد، هل كل هذه الحضارة وكل هذا التنوير و كل هذه التماثيل الموجودة بالميادين لمجرد الرؤية والحس الجمالي، هل هي حرام لمجرد أنها لا تباع للسائح أم ماذا؟ إبراهيم الطنبولي قال: خطوة جيدة لكن يزعجني جدا أن تكون الإباحة بغرض نفعي، لأن الفنون كلها وعلي مستوي العالم كله أرقي من هذه الأغراض النفعية، وأذكر أن الشيخ عبد الحليم محمود كان له رأي تنويري بشأن الفن، كما أننا في عصر أكثر إدراكا لقيمة التماثيل الفنية وتاريخنا كله يقوم علي النحت والتصوير ولقد احترمنا هذه الحضارة وهذا التاريخ وحافظنا عليه، وأحب أن أوضح أن الفن وسيلة للتعبير ولم يحرم الله علي الإنسان تعبيره عن مشاعره أو يحدد أغراضها. ويوافقه الرأي عبد الهادي الوشاحي الذي قال: أنا لا "أصنع" التماثيل ولا أبدعها من أجل السياحة. وقال عمر طوسون :الحقيقة أنا مندهش من هذه الفتوي، لكن يحسب لها أنها أفضل من سابقتها رغم أن لدي تحفظًا علي الهدف من صناعة التماثيل والتحف وهو "بغرض تنشيط السياحة وجذب السائحين"، لأن السواح ينجذبون إلي الراقصة الشعبية والراقصة الشرقية، فهل هذا هو نوع التماثيل والتحف المطلوبة في الفترة القادمة؟ الدكتور إيهاب الأسيوطي قال :أعتقد أنه ليس بالقرار الجديد، فمبدأ أن التماثيل ليست حراما أقره الإمام محمد عبده ثم الإمام الشعراوي ولكنه لم يكن معلنا، لذلك فإني أشكر الدكتور أحمد الطيب علي ذلك لعل الناس يتأكدون أنه ليس حراما وبالتالي لا يحرمون علي أبنائهم الدراسة بقسم النحت، أيضا مهم جدا أن ينشر هذا ضمن الثقافة العامة، لكن تعقيبي أن هناك وظائف أخري عديدة أرقي من مجرد تنشيط السياحة. الدكتور محمد العلاوي يري أن الفتوي:انفراجة في الفنون، رغم أن الفنون ليست للسياحة فقط وإنما لها مستويات متعددة، كما أن الأمر واضح من البداية، فالوثن للتقديس وغير قابل للنقد، أما الفن التشكيلي فقابل للنقد والجدل، ولا يوجد مجال لتحريمه أو إباحته من الأساس.