قدم الشاعر إيهاب خليفة قراءة لديوان "أن تكون شبحا"، تحت عنوان "التباسات الذوات المراوغة أومعاودة سيزيف"، في الندوة التي أقامتها مجلة "الشعر" لمناقشة ديوان الشاعر أسامه حداد، الصادر مؤخرا عن دار "إيزيس" للفنون والنشر، وشارك الناقد عمر شهريار. عقد خليفة مقارنة بين ديوان حداد السابق "شرور عادية"، وديوانه الجديد "أن تكون شبحاً" وأوضح: أن أعمال حداد كلها تنطلق من فكرة الذوات المرواغة، فموضوع الذات مراوغ دائما يعاد تكراره ويعاد فكه ويعاد بناؤه وهدمه، فجريمة الذات في قصائد حداد أنها وجدت في هذا العالم، أي أن وجودنا هو الجريمة الكبري. أضاف: أسطورة وفلسفة "سيزيف" تقرب من فكرة الديوان وتتمثل في أن الزمن يعاود نفسه، والأفعال تعاود نفسها، ولا جدوي من الحياة نفسها، البدايات مثل النهايات مثلما تعامل الشاعر مع فكرة الموت بسخرية وكأنه لعبة كرتونية ويظهر القتل شرا عاديا، وأكد هذا المعني في ديوانه. وأكمل: حاول الشاعر الوصول من خلال ديوانه إلي الذات المعاصرة، التي تعيشها الآن التي يصعب الإمساك بها، وكلما حاولت أن تقترب منها تفقدها، وكلما حاولت أن تكتب عنها تمحوها، وهي رؤية عدمية للشاعر والذات، وأن الذات مرغمة علي التعامل مع هذا العالم بسبب وجودها. وأشار أسامة حداد إلي أن هزيمة الإنسان أمام جبرية الحياة والوجود، وصراعات عبثية الحياة وعدميتها، هي الرمز أو الشبح الذي يشاهد ويفكر ويتفاعل مع الآخرين، ومع تاريخه الشخصي وذاكرته، الشبح حالة مرواغة لها مشاعر، والإنسان المعاصر ليس موجودا بالفعل، هو مجرد شبح عابر، بدون إنسانيته في مجتمع يحوي الكثير من التعقيدات والمشاكل والإشكاليات. الناقد عمر شهريار، قال: الديوان يحمل خطابا ضمنيا، بداية من العنوان "أن تكون شبحاً" نجد حضورا لضمير المخاطب، وتهميش كامل للذات، القصيدة الرئيسية التي تحمل اسم الديوان قال فيها "أنا" وهو شكل من أشكال غياب الذات ألعابها في التخفي، وقد تبدو الذات مغيبة، ولكنها ترواغنا بألعابها، وهي أيضا حالة عبث من الحياة بأكملها واشتباك مع مفرداتها بإعادة صياغة العالم، وكأنها ذات قوية تعبر الحوائط وتنتقم انتقاما ذهنيا، لأنها ذات مرواغة لا تواجه بشكل واضح وهي حالة ذاتية شبحية، والشاعر يخترع الآمكنة ويبتكر الشوراع، وذلك يعني ان الذات يمكنها صياغة الحاضر رغبة في التغيير ويؤكد علي فكرة أنه ليس شبحا شريرا، ولكنه شبح يرفض الحياة ومشكلاتها، وفي نفس الوقت قد يكون نفسه شبحا. ويطلب الشاعر من الذات الثورة والتمرد بإيجابية علي كل ما هو بشع ومزعج في حياتنا، كما أكد أن الأحلام رد فعل دفاعي عن مواقف الحياة وتخزين الأحداث ورؤيتها برؤية أخري.