في تصعيد جديد رفض حمدي خليفة نقيب المحامين بعد اجتماع منفرد مع رئيس البرلمان «المحامي» د. فتحي سرور صباح أمس في قاعة كبار الزوار بمجلس الشعب اتهامات القضاء الأعلي بالارهابيين، وأضاف إنهم كانوا ملتزمين بضبط النفس ولكن بعد تصعيد القضاة بالتصريحات سننتظر اجتماع مساء الثلاثاء بين د.سرور ورئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند، وإذا لم تحتو الأزمة نهائياً ويتراضي جميع الأطراف، هدد خليفة بتصعيد الأمر اليوم قائلاً: إياك وغضب المحامين، وسيدعو الجميعة العمومية لاجتماع طارئ بحضور أعضاء مجلس النقابة وممثلي النقابات الفرعية لأننا التزمنا إلي آخر لحظة ومازلنا ملتزمين و لكن لن ننتظر أكثر من ذلك لأنني حتي الآن مسيطر علي المحامين ولكن لا نستطيع التنبؤ بما بعد إذ لم تحل الأزمة. الجو البرلماني كان متوتراً طوال اجتماع سرور وخليفة وقال النواب المحامين إنهم خلف «خليفة» ولا يقبلوا تصريحات مجلس القضاة والنادي، وقال نائب الوطني المحامي آمر أبوهيف لا نقبل ذلك بأي شكل وكده بيطالبوا بالتصعيد لأننا ملتزمون حتي الآن واحترمني علشان احترمك، المحامون لا يروعون ولا ننكر هيبة القضاة. وفوض النواب د.سرور بالحديث بالنيابة عنهم بحل الأزمة بشرط عدم تدخلهم وألا يكونوا طرفاً في الموضوع لأن التصعيد من جانب المحامين والنواب علي حد وصف النواب المحامين طلعت السادات وآمر أبوهيف سيؤدي إلي صدام وسينتهي بكارثة حقيقية. وفي تعقيب سريع بعد اجتماعه مع خليفة لما يقارب الساعة قال د.فتحي سرور رئيس المجلس إن حل الأزمة لن يكون إلا بالتزام الطرفين بسيادة القانون وأن تكون العلاقة علي أساس الاحترام المتبادل لأن القانون فوق الجميع ويجب أن يحترم المحامون حكم القضاء وأن يحافظ القضاة علي وجود المحامين كشركاء في العدالة. قال خليفة إنه استعرض مع سرور من جديد أحداث القضية حتي تصعيد القضاة الأخير وعوامل الاحتقان التي أدت لهذا الوضع رافضاً ما وصف به المحامين بالقلة المارقة والإرهابيين موضحاً أنه لن يقبل إلا بضوابط ومعايير للحفاظ علي كرامة المحامين بأن يكون هناك احترام متبادل وحسن معاملة مع المحامين وأن يتم التعامل علي أنهم شركاء في العدالة وتفعيل المادة 17 من قانون المحامين بأننا شركاء مع القضاة في تحقيق العدالة. وشدد خليفة ومن خلفه النواب المحامون علي أنه لن يتنازل عن تحقيق حصانة قضائية شأننا شأن الحصانة التي يتمتع بها القضاة وذلك بتعديل قانون المحامين مطالباً القضاة بالعدول عن التصريحات الأخيرة. قال خليفة إنه طلب تدخل الرئيس مبارك للمحافظة علي أمن مصر ولاحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم، وقال طلعت السادات إن د.زكريا عزمي أكد لهم أنه وصل الرسالة إلي الرئيس مبارك. وواصل المحامون احتجاجاتهم امس المطالبة بالافراج عن زميليهم الصادر بحقهما حكم بالحبس 5 سنوات بتهمة الاعتداء علي رئيس نيابة بمدينة طنطا بمحافظة الغربية حيث تظاهر عشرات المحامين المصريين بمقر النقابة العامة امس رافعين «نعشاً» كتبوا عليه العدالة في اشارة منهم الي موت العدالة مرددين هتافات معادية للقضاة واصفين محاكمة زميليهم ب«البطيخ». وقال محمد الدماطي عضو مجلس النقابة العامة إنه في حال قبول المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام اعتذار المحاميين المحتجزين فان انهاء الازمة يتطلب التصالح مع رئيس نيابة طنطا ودون ذلك لا يملك النائب العام صلاحيات قانونية لوقف تنفيذ الحكم. ومن جانبه، اكد منتصر الزيات عضو مجلس نقابة المحامين السابق ان المحامين سيبدأون اليوم في اتخاذ اجراءات تصعيدية بتنظيم مسيرة يشارك فيها ما لا يقل عن عشرة الاف محام بالارواب السوداء الي قصر عابدين في حالة عدم حل مشكلة محاميي طنطا. وتوعد القضاة في مؤتمر التضامن لنصرة المحاماة والعدالة الذي عقدته نقابة المحامين بالقليوبية بمطاردتهم بالجنح والبلاغات لاستخدامهم القاباً الغاها القانون. ودعا الزيات الي تنظيم مسيرة امام دائرة المستشار احمد الزند باستئناف القاهرة ودعوة المحامين للاضراب امام الدائرة احتجاجا علي مواقفه تجاه المحامين وتصريحاته ضد النقابة وقياداتها مشددا علي ان الازمة لن تنتهي عن طريق الاعتذارات وانما من خلال وضع حد لتجاوزات رجال القضاء تجاه المحامين لانه يستحيل ان تستمر معاملة القضاة للمحامين بهذا الشكل الذي لا يليق بمكانتهم ومن منطق السادة والعبيد.