في الوقت الذي حاول خلاله محمد بديع مرشد جماعة «الإخوان» المحظورة أن يتبرأ فيه من علاقته مع محمد البرادعي مؤسس ما يسمي الجمعية الوطنية للتغيير قائلاً خلال زيارته لحزب الوفد «نحن لا نرتبط بالبرادعي وإنما ندرس جميع الأشخاص الموجودين علي الساحة» كانت زيارة عدد من ممثلي الجمعية للحزب الليبرالي والتي سبقت زيارة المرشد تبدو أنها وصلت إلي نفق مسدود رغم كلمات الترحيب الدبلوماسي التي أعقبت اللقاء. وكشفت مصادر بالحزب أن مطالب الجمعية الوطنية بفتح حوار مع الوفد تم رفضها بعد الزيارة رغم ما أعلنوه حول دراسة الأمر عبر لجنة تضم الطرفين! وأكدت المصادر أن الحزب لجأ لهذا الحل الوسط منعاً لإحراج ممثلي الجمعية «د.حسن نافعة وحمدي قنديل» اللذين جاءا لمقر الحزب لتهنئة د. السيد البدوي بفوزه برئاسة الحزب مؤكدين أن التنسيق مع الحركة ما هو إلا باب خلفي للتنسيق مع الإخوان وهو أمر مرفوض، صاحب ذكره زيارة المرشد أيضا. وعلمت روزاليوسف أن الحزب رفض الآليات والوسائل التي تستخدمها الحركة لتحقيق الأهداف التي طالبت بها الأحزاب الشرعية منذ زمن بعيد لتحقيق الإصلاح السياسي إذ أعطوا عناصر الحركة «دشاً بارداً» أثناء الاجتماع المغلق الذي جمعهم وقيادات الوفد. وحرص د.السيد البدوي رئيس الحزب مراراً وتكراراً علي التأكيد أن الحزب لم يقرر فكرة التحاور مع أي من الفريقين سواء الإخوان أو الجمعية الوطنية التي تعتبر حالياً البوابة الخلفية للتحالف مع الجماعة وهو ما بدا وكأنه مراجعة لسياسات سابقة التي تورط بها رؤساء سابقون عليه إذ جنح نعمان جمعة رئيس الحزب السباق إلي مكتب الإرشاد أثناء انتخابات الرئاسة الماضية وأنزلق محمود أباظة في التنسيق معهم أثناء انتخابات البرلمان في 2005 . ورغم المواقف المعلنة للوفد فإن حسن نافعة حاول إقناع قيادات الهيئة العليا بشكل عام والبدوي بشكل خاص بضرورة الحوار مؤكداً أن الحركة لا تستهدف ترشيح محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لانتخابات 2011 مرجعاً ذلك للصورة السيئة التي أخذتها الأحزاب عن الحركة نظراً لعمل بعض عناصرها قاصداً جمعية البرادعي لحسابهم الخاص وأنهم لا يعادون الأحزاب علي حد قوله! ووصف المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للوفد سعي الحركة مجدداً لخطب ود الوفد بعد هجومها علي الأحزاب ورفض الحزب للحوار معها بالتخبط إذ إن هذه الحركة لا تمتلك برنامجاً أو هدفاً متابعاً وهذا كان سبب ابتعادي عن الجمعية منذ تأسيسها لأنني لاحظت هذا التخبط من البداية فالإصلاح السياسي لا يكون بالنية الحسنة وإنما بآليات وبرنامج وهدف. وقال الطويل إن مطالب عناصر الحركة غير منطقية لأن الأحزاب لا تنضم لحركات وإنما يحدث العكس. بينما ذهب منير فخري عبدالنور سكرتير عام الحزب إلي أن الحركة تحاول اللجوء للوفد باعتباره أقوي أحزاب المعارضة علي الساحة لذلك واجهناهم برد فعل قوي بشكل صريح فليس طبيعياً أن تطلب الحركة انضمام الوفد إليها فإذا كانوا متفقين مع أهداف الحزب فعليهم أن يطلبوا الانضمام إليه وقلنا لهم في وقت سابق إنهم مجموعة أشخاص لكل منهم تصرفاته التي لا يحسابهم عليها أحد بعكس الحزب المقيد بمؤسساته ونظامه الداخلي ولا يستطيع أحد به اتخاذ قرارات دون العودة إلي مختلف هيئاته. وأكد عبدالنور صعوبة العمل الجبهوي عبر السنوات الماضية واصفاً نتائجه بغير المرضية لأنه صعب ويحتاج تنازلات وتوليفة الحركة في حد ذاتها كانت تنذر بالانفجار منذ البداية لأنها جمعت أطرافاً مختلفة الاتجاهات وكلما تباعدت المدارس والأفكار يكون العمل الجبهوي أكثر صعوبة. ورفض عبدالنور تجدد مطالب الحركة بمقاطعة الانتخابات قائلاً عليهم أن يدركوا أننا حزب سياسي مهمته الرئيسية خوض الانتخابات وسبق أن جربنا المقاطعة عام 90 ودفعنا الثمن غالياً وإذا قاطع ال23 حزباً فسنقاطع أما عكس ذلك فلن يحدث. علي الجانب الآخر يستعد الوفد لإجراء حوار مع الائتلاف الرباعي الذي يضم الوفد والتجمع والناصري والجبهة الديمقراطية لبحث سلبيات انتخابات الشوري ودراسة ضمانات نزاهة الانتخابات البرلمانية.