«ما بين بعبع الثانوية العامة وسخونة امتحانات الجامعات» جاء كأس العالم لكرة القدم ليزيد من الضغوط علي أولياء الأمور الذين يقيمون معسكرات للإعداد داخل المنازل لضمان مرور ابنائهم بنجاح. ومابين رغبات الأبناء في متابعة المحفل الدولي الكبير ( كأس العالم) وبين أحلام أولياء الأمور في نجاح أبنائهم يظل كأس العالم شوكة في حلق الأسرة المصرية «روزاليوسف» رصدت استعدادات الأسر المصرية «لامتحانات كأس العالم» المهندس محمد فيصل ولي أمر لفاطمة (في المرحلة الثانوية) وعبد الله في (السنة النهائية بكلية الهندسة) أكد أن فاطمة لا تسبب له أي مشكلة في هذا الإطار نظراً لأنه يقتصر تشجيعها لكرة القدم علي منتخب مصر، وهو الآن خارج كأس العالم، وبالتالي لن تهتم بالبطولة، والمشكلة الحقيقية التي تواجهه تكمن في عبدالله الذي ينتظر حلول كأس العالم بفارغ الصبر لدرجة أنه أجبره علي الاشتراك في القناة المشفرة التي ستذيع كأس العالم كاملاً مقابل تعهد من عبد الله بتنظيم وقته وعدم تأثير المباريات علي التحصيل الدراسي. أما أيمن حسين والد عمر الطالب بالمرحلة الثانوية فأكد أن دخول كأس العالم في فترة الامتحانات يمثل مطباً صعباً له ولأسرته لأنه يعاني كثيراً لدفع ابنه للمذاكرة واضفاء جو من التركيز في المنزل لضمان حصول عمر علي مجموع جيد يؤهله لتحقيق حلمه بأن يراه طبيباً، وأن كأس العالم جاء في هذا التوقيت ليزيد من معاناته، خاصة في ظل تشجعيع عمر الجنوني للبرازيل. يطالب علي الطالب بكلية الحقوق المسئولين عن التعليم في مصر سواء الجامعي أو قبل الجامعي بأن يراعوا عند وضع مواعيد الامتحانات للطلاب البطولات الكبري التي ستقام في نفس التوقيت خاصة كأس العالم الذي يعلم الجميع موعد إقامته من قبل 4 سنوات وأنه كان من الأولي تأخير وتقديم موعد الامتحانات. ويؤكد علي ذلك محمود ولي أمر بسنت الطالبة بالمرحلة الثانوية قائلاً ليس من المعقول أن تضيف الدولة أعباء جديدة علي البيوت المصرية المنهكة أصلاً، فما بالك بالامتحانات في وجود كأس العالم وأنه بالرغم من أنه ليس لديه أولاد فقط بنت واحدة هي بسنت إلا أنه يعاني من نفس معاناة أولياء الأمور الذين لديهم أولاد، لأن بسنت مهتمة بكل ما هو عالمي سواء في الموسيقي أو الرياضة أو غيره، وأنه يشفق عليها لأن كأس العالم لا يتكرر إلا كل أربع سنوات فلا يستطيع منعها من مشاهدته وفي نفس الوقت يخشي علي مستقبلها. وتضيف مدام فايزة «ربة منزل» بأنها دائما ما تدخل في مشادات مع نجلها عبدالحميد الطالب بالجامعة بسبب انشغاله الدائم بمباريات الكرة وعدم تركيزه في الدراسة وأنها لا تحب الكرة ولا تهتم بها وتتمني الغاء كأس العالم لأن كل ما يهمها مصلحة ابنها. ويقول أحمد جابر «طالب بالثانوية العامة» أنه برغم الامتحانات والحصار المفروض عليه من أهله سوف يشاهد مباريات كأس العالم حتي لو أدي به الأمر أن يشاهده علي المقاهي «خلسة» سرا وأنه بالرغم من اصابة عدد كبير من النجوم الذين سيحرم منهم إلا أنه واثق من بروز نجوم آخرين قادرين علي منح المتعة للجماهير مع النجوم الكبار ميسي وكرستيانو رونالدو. أما خديجة إبراهيم الموظفة ووليه أمر أحمد الطالب بالجامعة فتؤكد أن المذاكرة باستمرار دون وجود جانب ترفيهي يؤدي إلي نتائج سلبية لذا فهي وضعت نظاما مع نجلها أحمد للموازنة بين المذاكرة ومشاهدة المباريات المهمة في كأس العالم بحيث لا تطفي أحداهما علي الأخري وأن أحمد المتفوق دائما ساعدها كثيرا في ذلك. وأما أسامة فهمي موظف بأحد المصانع وولي أمر أدهم بالمرحلة الإعدادية فأكد أنه يحمد الله لأن ابنه مازال بالمرحلة الإعدادية التي انتهت امتحاناتها بالفعل قبل بدء كأس العالم وإلا كانت هناك أزمة بالفعل لأنه لا يستطيع السيطرة علي «أدهم» نظرا لتواجده معظم الوقت خارج المنزل من أجل لقمة العيش. أما كريم عبدالفتاح الطالب بعلوم القاهرة فكان له رأي مختلف حيث قال: أنه يشجع الأهلي ولا ينتمي إلي منتخب بعينه عالميا فقط يحب الكرة الجميلة، ولكن إذا تعارضت مشاهدة الكرة مع الامتحانات فإنه يفضل التركيز في الامتحانات لأن المستقبل العلمي أهم من أي شيء آخر، خاصة أنه يرغب في اسعاد والديه ومكافأتهما بالنجاح، واستطرد ضاحكا في النهاية «الجمهور يشجع لوجه الله واللاعبون والمدربون يحصدون الملايين». دكتور رضا أبوسريع مساعد أول وزير التربية والتعليم أكد أن الوزارة لا تضع كأس العالم في الاعتبار عند وضع جداول الامتحانات وأن هناك ترتيبات أهم من كأس العالم ومن أهم تلك الترتيبات أن الوزارة مرتبطة بالتنسيق الذي لا يمكن تأخير موعده بأي حال من الأحوال، أيضا الدور الثاني في الثانوية العامة الذي يجب أن يكون بينه وبين امتحانات الدور الأول فاصل من الوقت يسمح باستعداد الطلاب له ولكل هذه الأسباب يكون من المستحيل تأجيل أو تقديم الامتحانات بسبب كأس العالم، خاصة أن موعد بدء الموسم الدراسي الجديد يداهم الجميع.