انتقد البعض الإعلان الذي تقدمت به دار "ليلي" للنشر للإعلان عن مسابقتها الأدبية للرواية، والذي تضمن عدة شروط كان من بينها شرط جديد لم يسبق أن اشترطته أي جهة في مسابقاتها وهو الالتزام بالتعبير المحتشم، وعدم خروج القصة في سياقها عن الالتزام بالتعاليم الدينية والأخلاقية والبعد عن الإسفاف، وعن هذا الشرط الذي يري فيه البعض تقييدا للعملية الإبداعية قال محمد سامي مدير دار "ليلي للنشر" هذا الشرط ليس جديدا علي الدار، فقد كان هذا هو شرطها في قبول الكتب التي نقوم بنشرها، فنحن كدار نحاول الحفاظ علي الوسطية بدون تزمت أو انحراف. وينفي سامي تحديد وتقييد الحرية الإبداعية بهذا الشرط لأنه ما هو إلا بعد عن الإسفاف اللفظي دون المساس بفنيات العمل أو تفاصيله. وأضاف أن من يقرأ الكتب عادة هو إنسان مثقف ذو لغة ودراية ووعي بالغ يمكنه من قراءة ما بين السطور دون حاجة لذكر هذه التفاصيل المخلة، والإبداع الحقيقي هو ما يرتقي بالمجتمع وبذوقه، فنجد القرآن الكريم في سورة "يوسف"، أحد نماذج القصص القرآني قال عز وجل عن امرأة العزيز في إشارة سريعة وذكية ودقيقة حيث قالت ليوسف "هيت لك" فكانت هذه الجملة كافية لتجعل القارئ يفهم ويدرك ويتخيل التفاصيل التي ما بين السطور، فلم لا نحاول أن نمشي علي النهج ذاته دون ذكر تفاصيل ملابسها ووضعها علي الفراش وكلماتها له التي تكتظ كتاباتنا بها؟ وأنا كناشر لا أتدخل فيما يكتبه المؤلف فعليه أن يكتب كما يشاء وأنا إما أقبل وإما أرفض، وأطمح أن أقدم أعمالا من خلال دار "ليلي" لا تخجل الأسرة المصرية من قراءة أبنائها لها، لأننا ومع كثرة الأعمال التي تحتوي مشاهد خارجة ومسفة وألفاظ نابية اقتربنا من أن ننسي الأدب ذاته ونكتب هذه الأشياء فقط.