يطفو علي السطح داخل سوق العقارات سؤال يطرح نفسه.. وهو متي ستعود لافتة شقة للإيجار كما كان في السابق.. هذا السؤال طرحته «روزاليوسف» علي عدد من المتخصصين والخبراء.. ومنهم من أكد أن ذلك الأمر سيكون خلال سنوات قليلة فيما استبعد آخرون ذلك في ظل وجود نقص في الوحدات السكنية يقدره بعض الخبراء ب400 ألف وحدة سكنية سنويًا في ظل الزيادة السكانية الرهيبة.. فيما أكد آخرون أن الأزمة في مصر ليست أزمة نقص في الوحدات السكنية لأن هناك أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية مغلقة مؤكدين أن الأزمة في تغيير سلوكيات الناس وفي نقص السيولة لدي المواطن المصري. في البداية يؤكد المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية أن عودة لافتة «شقة للإيجار» مسألة وقت وأنها ستتحقق خلال السنوات القليلة القادمة. ويقول: لقد عادت بالفعل ولكن علي استحياء ولكن لا ننسي أن هذه الموضوعات ستأخذ وقتًا لأننا نتحدث عن مدخرات أفراد وهم يفكرون 100 مرة رغم حبهم للعقار ولكن البعض يشعر بأن هذا الاستثمار فيه خطورة ومن ثم يبتعدون عنه. ويضيف المغربي: «ولكن لا أستطيع تحديد توقيت بالضبط لأن هذه الأشياء تكون بطيئة في أولها وعندما تصل لحجم معين تكون الزيادات كبيرة. ويوضح «المغربي» أن مشروعات الدولة الكبيرة في مجال الإسكان سوف تعمل لعودة لافتة «شقة للإيجار» مشيرًا إلي البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك والذي يستهدف بناء 500 ألف وحدة سكنية للشباب مما يؤدي إلي وجود فائض في الوحدات السكنية يدفع الملاك إلي التسابق للبحث عن مؤجر لوحداتهم القديمة. ومن جانبه يؤكد الدكتور أحمد أبوالنور أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات والخبير بالأمم المتحدة أن المشكلة ليست في عدم وجود وحدات سكنية شاغرة لأن هناك أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية مغلقة موضحاً أن الأزمة تتمثل في ضعف القدرة الشرائية للمواطن المصري والذي لا يستطيع دفع إيجارات عالية يحددها الملاك للسكن في هذه الوحدات مما يدفع هؤلاء الملاك إلي غض الطرف عن تأجير وحداتهم والإبقاء عليها مغلقة. ويشير إلي أن الحل الوحيد هو العمل علي زيادة دخل المواطن المصري وإقناع الملاك بقبول إيجارات منخفضة لوحداتهم وفي هذه الحالة سيتم رفع هذا الشعار خلال شهور وليس سنوات. أما الدكتور فيصل حسنين الخبير العقاري والمستشار المعماري لرئيس هيئة قصور الثقافة فيقول إن الأزمة أزمة سلوك وليس عدم توافر وحدات سكنية لأن بعض الملاك يفضلون إغلاق وحداتهم السكنية الزائدة عن حاجتهم انتظاراً حتي يكبر أبناؤهم الصغار عن تأجيرها من باب «الباب إللي يجيلك منه الريح سده واستريح». ويوضح أن آخرين يفضلون الخصوصية ويرفضون تأجير الوحدات بهدف حماية أفراد أسرهم من الدخلاء والغرباء ومخاطرهم. ويقول أنه لو تم تعديل هذه السلوكيات من خلال إشاعة الحب والطمأنينة بين أفراد المجتمع فإن هذه اللافتة ستعود خلال عام أو عامين علي أكثر تقدير. أما الدكتور عبدالخالق أبوالعيون الخبير العقاري وأستاذ الهندسة المعمارية بجامعة 6 أكتوبر فيستبعد عودة هذا الشعار قريباً في ظل وجود نقص في الوحدات السكنية يقدر بنصف مليون وحدة سكنية مشيراً إلي أن الدولة لن تستطيع توفير هذا الفارق مما يولد المشكلة ويزيدها تعقيداً خاصة في ظل الزيادة السكانية الرهيبة. وحول موعد عودة لافتة شقة للإيجار يقول أبوالعيون: هذا أمر مستحيل ومن يحلم بعودتها عليه أن يقول للزمان ارجع يا زمان.