كثيراً ما ينقطع الاتصال أثناء مكالمة هامة عبر المحمول، بسبب انقطاع التيار الكهربائي الصادر عن البطارية، والحاجة إلي إعادة شحنها، فهل من الممكن تخيل القيام باتصالات عبر المحمول دون الحاجة إلي بطارية، بالاعتماد علي حرارة الجسم؟ قد تبدو هذه الفكرة أقرب إلي الخيال العلمي، إلا أنها قد تتحول إلي حقيقة، بعد أن تمكنت مجموعة من العلماء من معهد فراونهوفر الألماني من التوصل إلي طريقة جديدة لتحويل حرارة الجسم إلي تيار كهربي. تعتمد هذه التقنية علي مبدأ علمي معروف منذ العام 1821 اكتشفه عالم الطبيعة الألماني توماس سيبيك، وهو ما يطلق عليه المولد الكهروحراري، والذي يعمل بناء علي ما يسمي بتأثير سيبيك، أو التأثير الكهروحراري. عن طريق هذا المولد، يمكن تحويل الفارق بين درجتي الحرارة بين جسمين مختلفين إلي طاقة كهربائية، أو إلي فرق جهد كهربي. وقد طورنا دوائر كهربية جديدة، يمكنها أن تحول هذا الفرق الصغير في الجهد الكهربي إلي فرق جهد كبير، أي إلي تيار كهربي كبير، يمكن الاعتماد عليه لتشغيل الأجهزة الإلكترونية المعروفة. آمال كبيرة هناك بالفعل جهاز تجريبي لهذه التقنية في معهد فراونهوفر، حيث يمكن للمرء وضع يده علي الجهاز أن يولد كمية من الطاقة كافية لتشغيل مجسات حرارة ولإرسال المعلومات لاسلكياً، كما أن هناك بعض التطبيقات العملية التي تمت في المجال الصناعي، وإن كانت حتي الآن محدودة، وفي هذا الإطار. وفي الوقت الحالي، مازالت الطاقة التي يمكن اكتسابها من حرارة الجسم محدودة، وتكفي مثلا لتشغيل ساعة يد، أو جهاز لقياس النبض، أو أشياء من هذا القبيل. خدمات جليلة يمكن لهذه التقنية أن تخدم المرضي المستلقين علي فراشهم في العناية المركزة، والمحاطين بالأسلاك من كل جانب، إذ إن هذه الأجهزة التي تعمل بالكهرباء لقياس ضغط الدم أو سرعة ضربات القلب أو حرارة الجسم، يمكن استبدالها بأجهزة تعمل بالتيار الكهربي المولد من جسم الإنسان نفسه، كما يمكن أن ترسل هذه الأجهزة بالمعلومات الخاصة لاسلكياً لوحدة المراقبة الطبية أو للطبيب المعالج. وتطبيقات هذه التقنية، وإن كانت مازالت محدودة حتي الآن نظراً للكمية الصغيرة من الطاقة التي يمكن توليدها، إلا أنه مع الأخذ في الاعتبار التطورات التي تحدث علي الدوائر الكهربائية، والتي تجعلها أكثر كفاءة، يمكن تخيل أن تستخدم هذه التقنية في عدد أكبر من الأنظمة. ومن بين الأجهزة التي يمكن مستقبلاً أن تعتمد علي تلك التقنية، جهاز الهاتف المحمول.