لأن الأحلام تتحقق ولا تموت.. سيظل ترحال محمود منيسي بين موانئ المدن الفاضلة ولوداً دائماً بإبداعاته الجديدة التي تجاوز بها كل تراث واقع تشكيلي مصري معاصر ينهار في انتظار التغيير والإشراقات الجديدة بهذه الكلمات أنهي الفنان والناقد عصمت داوستاشي حديثه عن الفنان محمود منيسي والذي يطالعنا بعد غيبة ليست بالطويلة ب37 عملاً فنياً بخامة الأكريلك علي توال هم نتاج تجربته الأخيرة والتي يعرضها في قاعة «إكسترا» بالزمالك.. بأسلوب أقرب إلي التجريدية التعبيرية يتناول «منيسي» تجربته الأخيرة والتي اختار لها «السمكة» كموتيفا رئيسية في معظم اللوحات مع وجود ضئيل للشكل الإنساني ولاسيما الملاك الأبيض والأصدقاء الراحلين أحمد فؤاد سليم ورءوف سمعان والذي يهدي هذا المعرض لاسمهما. عن هذه التجربة يقول منيسي الموتيفا الأساسية عندي في هذا المعرض هي «السمكة» وهي رمز لبرج الحوت وأنا مواليد هذا البرج فنستطيع أن نقول أن هذا المعرض كما يسمي في الأدب «أدب السيرة الذاتية» فتناولت سرداً لواقع خلال سنة مرت وانعكاسات للعمر الذي مضي وكأنه تلخيص لتجربة الخمس سنوات الماضية والتي بدأت أغوص فيها في تجربة التجريد والتي كانت في بدايتها في محك تشابه مع بعض الفنانين لكن أعتقد أنها الآن تبلورت ووضحت معالمها الخاصة بي من حيث التكنيك والموضوع أما الموضوع وهو السمكة فهي الرمز للخير والنماء والعطاء والتوالد والحياة والهجرة وخصوصاً الهجرة وهي الفكرة التي تلح علي في الفترة الأخيرة كنوع من تغيير البحر فعندما يتعكر بحرك تتركه وتبحث في بحور أخري عن حالة ما للإبداع خالية من التلوث والسموم. والموضوع أيضا ذو علاقة وثيقة بكوني فناناً سكندرياً عرف البحر وعشقه وهذا بدوره انعكس بوضوح شديد في اللون الأزرق ودرجاته التي تغلب علي جميع اللوحات.