انه (جيمس كاميرون) صاحب اختراع ال "avatar".. أحد الكبار الذين يشكلون حزبا جديدا في السينما الهوليودية وهو حزب "السينما اليسارية" التي يتزعمها مخرج الافلام التسجيلية (مايكل مور).. يقول المحللون لقد اتي اختراع ال "avatar" او فيلم ال " "AVATAR بمتعة مشاهدة جديدة للجمهور (متعة المشاهدة المجسمة) فلا مشاهدة للفيلم بدون نظارة تجسد لك الفيلم بطريقة ثلاثية الابعاد وهو ما يشكل ثورة تضاهي الثورة التي جاء بها التلفزيون الملون بعد الابيض والاسود .فما معني ال "avatar " وما هي قصته ؟! .. (الافاتار) بلغة الشبكات الاجتماعية او بلغة موقع السكند لايف او بلغة ما يطلق عليها تكنولوجيا الحقيقة المعززة augmented reality هو (قرينك) او (شخصيتك الافتراضية) التي تختارها لتمثلك علي الانترنت او علي موقع السكند لايف ، فكل انسان له حساب account ) علي موقع السكند لايف وله "قرين افتراضي " او "شخصية افتراضية" تمثله علي الموقع تعيش حياة يومية عادية ،لتجد هذا القرين علي الموقع : يفرح ويحزن ويتألم ويسعد ويكبر ويمرض ويبيع ويشتري. بإمكانك ان تصمم قرينك علي السكند لايف "علي كيف كيفك" من اول لون الجلد الي الشعر الي شكل الاخلاقيات إلخ وكانك تخترع انسانا بديلا عنك لكن علي الانترنت فقط ! الا انه في المستقبل القريب سيكون لكل واحد منا "His avatar " أوقرينه الافتراضي في الحياة العادية اي في الشارع وفي البيت وفي العمل وفي كل مكان " مع العلم وطبقا للاديان فان لكل واحد منا قرين حقيقيا في العالم الاخر " بمعني ان اي طفل بدلا من ان يشتري لعبة عادية سيقتني "قرين جرافيكي" شفاف او ملون بالرسوم ثلاثية الابعاد يسير معه اينما سار.. تماما كما يسير الاطفال وبيدهم بالونة الهيليوم التي تسير معهم.. وبالتالي فإن هذا القرين الافتراضي سيكون مرافقا للاطفال وهم خارج المنزل وهم يعبرون الشارع وهو يقودون الدراجة الخ الخ مما يعني ان هذا القرين الذي قامت المعامل بالتجارب النهائية عليه سيكون بديلا عن الخادمة التي ترافق الاطفال وسيكون معاونا لكبار السن في المنزل وسيكون مرشدا للسائقين الذين يسافرون لمسافات طويلة بمقطورتهم فيحميهم من النعاس والحوادث..! ان تطبيقات تكنولوجيا القرين التي سنراها خلال بضع سنوات ستكون ثورة ابتكارية جديدة كما اصبح الموبايل الان ثورة انسانية لاغني عنها .. وبذلك فقد مهد جيمس كاميرون لاحد ابرز الاختراعات الاهم في القرن الواحد والعشرين وهو الافاتار .. بصورة اخري فإن فيلم جيمس كاميرون تعدي كونه فيلم خيال علمي ليصير فيلم "واقع معزز"أو "حقيقة معززة ".. فلأول مرة في السينما يتم خلق شعب افتراضي بحياة افتراضية كاملة في كل تفاصيلها وشكلها الخارجي بلغة افتراضية .. ولكنها قريبة الي مشاعرنا.. لماذا؟! لانها قريبة جدا بل متماسة بما يدور في العالم الان من صراع بين "المنطقة الباردة " و "المنطقة الحارة " المتمثلة في كوكب" Pandora " .. فالمنطقة الباردة من العالم بكل جبروتها والاتها العسكرية والروبوتية والبيوتكنولوجية والعلمية تريد ان تتضخم وان تستولي علي خيرات وتراث كوكب Pandora.. وكما جاء في اشد الكلمات المؤثرة في الفيلم عن شعب كوكب Pandora بعد ان فاض بهم الكيل من اعتداءات اهل الجبروت "المنطقة الباردة " علي كل شيء لهم القول" هؤلاء قوم لم يعد لديهم شيء يخشون عليه " .. كم اريد ان اصفق لجيمس كاميرون وهو يخلق هذا الفيلم الافتراضي بوعي شديد بما يدور في داخل امريكا وبما يدور عند شعوب المناطق الحارة خصوصا عندما اوضح ان اختراع امبراطوريات العالم لما يسمي ب " الافاتار" او الكائنات الجديدة التي هي نصفها انسان ونصفها الاخر مهندس وراثيا لن يقضي علي اهل المنطقة الحارة الكائنات الفطرية والاجمل من ذلك ان كاميرون خرج عن المعتاد والمكرر في السينما الامريكية التي دائما ما تجعل "رامبو" او "الكاوبوي " او "السوبر مان الامريكي " يقضي علي الاخر ويمحقه ليجعل الخير ينتصر علي الشر بفضل الروحانيات والايمانيات العالية لشعب باندورا . جيمس كاميرون مهتم دائما بقضية الصراع فهو في تيتانيك يرسم الصراع الطبقي بين الطبقة البرجوازية والطبقة الكادحة وفي افاتار الصراع قائم بين دولة الكائن الالي او الكائن المهندس وراثيا والشعب الفطري الذي لاحول له ولاقوة ،كما انه مهتم ايضا بفكرة "الحب اللامنطقي" الذي ينقذ الدنيا رأيناه سابقا في تيتانك ونراه الآن في افاتار حيث الكائن الجديد المهندس وراثيا يحب فتاة من شعب الباندورا وهو اسقاط له مغزاه.. كم انت جميل يا كاميرون .. وكم انت رائع ايها الافاتار .