أصاب النجاح الساحق الذي حققه فيلم «Avatar» للمخرج جيمس كاميرون، استوديوهات هوليوود ومخرجيها بحمي ال 3D التي اجتاحت هوليوود مؤخرا طمعا في تحقيق نسبة ربح أكبر في أفلامهم الجديدة المقبلة، لكن الغريب هو ما أقدمت عليه بعض الاستوديوهات الكبيرة التي أعلنت عن إعادة طبعها نسخ ثلاثية الأبعاد من أفلام ناجحة قديمة مثل فيلم «تيتانيك» الشهير للمخرج جيمس كاميرون وفيلم «300» للمخرج زاك سنايدر ومجموعة أفلام «Star Wars» الشهيرة التي سيتم تحويلها قريبا إلي 3D أيضا، وسيتابعها المشاهد من خلال نظارات خصوصا داخل دور عرض متخصصة في عرض هذه النوعية من الأفلام، وقد أثار هذا الأمر دهشة الكثيرين، لأن هذه الأفلام قد ولي زمنها وقتلها كثير من محبيها مشاهدة مرات ومرات، مما يجعل احتمالية نجاحها بهذه التكنولوجيا أمراً مشكوكاً فيه، خاصة أن ثمن تذكرة الأفلام الثلاثية الأبعاد أكبر بكثير من ثمن تذكرة الأفلام العادية، وبالتالي لن يكون هناك حافز كبير لدي المشاهد لدفع مبلغ أكبر في مشاهدة فيلم قد شاهده من قبل عدة مرات، بالإضافة إلي أن هذه الأفلام لم يتم تصويرها في الأساس بهذه التقنية التي كانت موجودة بالفعل خلال فترة إنتاج هذه الأفلام ولم يقدم صناعها علي استخدامها، مما سيجعل هذه الأفلام التي سيتم تحويلها إلي التكنولوجيا الجديدة خطوة فاشلة في نظر الكثيرين.وتنقسم تكنولوجيا التصوير بالأبعاد الثلاثية إلي عدة أقسام أولها «Stereoscopic 3D» وهي تكنولوجيا في التصوير السينمائي بطريقة ثلاثية الأبعاد وهي موجودة منذ فترة طويلة، وتكنولوجيا «Fusion Camera System» للتصوير بتكنولوجيا 3D والتي طورها كل من المخرج جيمس كاميرون والمصور فينس بيس واستخدماها في فيلم جيمس كاميرون الوثائقي «Aliens of the Deep» واستخدمت بعدها في عدد كبير من الأفلام والأعمال السينمائية الأخري مثل «Spy Kids 3D» و«Journey To The Center of The Earth » وهي تكنولوجيا مازالت مستخدمة حتي الآن واستخدمت مؤخرا في تصوير الجزء الرابع من فيلم «Resident Evil» الذي سيعرض في سبتمبر القادم وفيلم «Tron Legacy» الذي سيعرض في ديسمبر المقبل، أما القسم الثالث فهو النسخة المعدلة من تكنولوجيا «Fusion» وهي التقنية التي استخدمها جيمس كاميرون في تصويره لفيلمه الأخير «Avatar» باستخدامه كاميرتين فائقتي الوضوح من شركة سوني قام كاميرون بإضافة تعديلاته الخاصة عليهما للوصول إلي النتيجة التي ظهر بها الفيلم داخل دور العرض، وتعتبر هذه التقنية هي الأحدث حتي الآن، وكانت السبب الرئيسي في نجاح فيلم «Avatar» بهذا الشكل، وبالتالي يظهر بوضوح أن الاستوديوهات التي تنوي عرض نسخ جديدة من أفلامها القديمة بتكنولوجيا ال 3D لن تصل إلي مستوي الصورة الذي وصل إليه جيمس كاميرون في فيلم «Avatar» بأي حال من الأحوال، لأنها لم تصور من البداية بهذه التقنية، حيث سيتم تحويل الأفلام القديمة من خلال إحدي شركات المونتاج والمعالجة البصرية التي ظهرت مؤخرا في أمريكا وابتكرت أنظمة سريعة لتحويل هذه الأفلام التي كان منها فيلم «Clash of The Titans» الذي عرض مؤخرا بأمريكا ولم يقم مخرجه بتصويره منذ البداية بهذه التكنولوجيا، لكن أصر منتجو الفيلم داخل شركة وارنر بروس علي أن يتم تحويله لها قبل خمسة أسابيع فقط من عرضه، وفيلم «Robin Hood» للمخرج ريدلي سكوت الذي سيتم تحويله أيضا إلي 3D بنفس الطريقة، وقد أثار هذا الأمر تحفظاً مبتكراً ومطوراً أحدث طريقة للتصوير ثلاثي الأبعاد المخرج جيمس كاميرون الذي لم يتوقع أن يصل هوس صناع السينما بهذه التكنولوجيا إلي هذا الحد وبهذه السرعة، حيث كان هدفه الأساسي من تطويره لهذه التكنولوجيا إضافة جديدة ومبتكرة لصناعة السينما التي يعشقها وحث استوديوهات الإنتاج والمخرجين السينمائيين علي تصوير أفلامهم منذ البداية بهذه الطريقة وليس تصويرها بالطريقة العادية ثم تحويلها إلي 3D لمجرد مواكبة الموضة السائدة وزيادة الأرباح، وذلك نظرا لاعتقاده أن هذه الطريقة ستسيء كثيراً إلي الأفلام التي صورت منذ البداية بتكنولوجيا «Fusion» المعدلة وسيظهر الاختلاف بين الطريقتين واضحا بدرجة كبيرة داخل دور العرض، وخير دليل علي ذلك فيلم المخرج تيم بيرتون الأخير «Alice in Wonderland» الذي تحدث عنه كثير من النقاد في أمريكا بأن عملية تحويله إلي 3D فشلت تماماً في إضفاء الحياة علي صورة الفيلم ومحاكاة الواقع بالدرجة التي ظهرت بها مشاهد فيلم «Avatar».