تفاعلا مع خطة الانقاذ الكبري في تاريخ الاقتصاد ساد الانتعاش أسواق المال في مختلف بلدان العام بعد التدخل القومي من الاتحاد الأوروبي بإقرار حزمة من المساعدات المالية بلغت قيمتها 750 مليون يورو أو ما يعادل تريليون دولار للإفلات من أزمة الديون التي هزت اليونان واهتزت معها بورصات العالم. سجلت أسواق الأسهم الأوروبية ارتفاعات قوية خلال تعاملات أمس تصدرها مؤشر بورصة فرنسا مسجلا ارتفاعا بمقدار 8.5% وصولاً إلي مستوي 3678 نقطة تلاه مؤشر بورصة لندن مسجلا ارتفاعا بمقدار 5% تلاه مؤشر بورصة ألمانيا مسجلا ارتفاعا بمقدار 4.7%. قفز مؤشر البورصة المصرية الرئيسي «30 EGX بنسبة 3.3%، ليصل إلي مستوي 6979 نقطة، خلال تعاملات أمس. بينما سجل رأس المال السوقي 461 مليار جنيه مقابل 450 مليار جنيه نهائي تعاملات أمس لتستعيد بذلك الأسهم 11 مليار جنيه من خسائرها. بينما استقبلت أسواق المال الآسيوية خطة الإنقاذ الأوروبية بتفاؤل حيث اغلق مؤشر السهم اليابانية نيكاي علي ارتفاع بمقدار 1.6% بعدما خسر 6% علي مدار جلسات الأسبوع الماضي في حين سجل سوقا ماليزيا وهونج كونج أعلي الارتفاعات في البورصات الآسيوية مسجلين ارتفاعا بمقدار 2.1% و2.5% علي التوالي. عاد الانتعاش مجدداً إلي الأسواق الخليجية بقيادة بورصة قطر مسجلا ارتفاعا بمقدار 3.6% مدعومة بارتفاع قوي لقطاعي البنوك والصناعة تلاه مؤشر سوق الكويت مسجلا ارتفاع بمقدار 1.7% بينما جاء في المرتبة الثالثة سوق دبي مسجلا ارتفاعاً بمقدار 1.6% تلاه مؤشر أبوظبي في المرتبة الرابعة. ذكرت مصادر بالاتحاد الأوروبي أن وزراء مالية الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي اتفقوا علي إجراءات طارئة تبلغ قيمتها 750 مليار يورو «تريليون دولار» للحيلولة دون امتداد أزمة ديون اليونان إلي دول أخري في منطقة اليورو. وتشمل الخطة إنشاء آلية استقرار في منطقة اليورو تعمل من عنصرين، يضمن الأول قروضا بقيمة 60 مليار يورو تدبرها المفوضية الأوروبية تقدم لأعضاء منطقة اليورو الذين قد يواجهون مشاكل. أما العنصر الثاني فيشمل نظاما من القروض وضمانات القروض قد تصل قيمتها إلي 440 مليار يورو تدفع من قبل الأعضاء ال16 في منطقة اليورو. وقد تعهد صندوق النقد الدولي بالمساهمة بمبلغ 250 مليار يورو كقروض للدول الأوروبية التي قد تحتاج إلي مساعدات في المستقبل. قال وزير المالية السويدي أندريس بورج: إن وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي توصلوا إلي اتفاق علي «ميثاق الذئب» بشأن حزم الإنقاذ المالي لمواجهة «عصابة الذئب» التي يمارسها المضاربون علي العملة الأوروبية. يذكر أن تعبير «هجوم الذئب» يعود إلي الحرب العالمية الثانية وكان أحد أساليب الهجوم الألماني في المعارك البحرية. قال بورج للصحفيين في بروكسل: إن «الفكرة هي أنه يمكن أن يكون هناك ميثاق ذئب، وما نضعه الآن هو ميثاق قوي بما يكفي لتهدئة الأسواق وتوفير الظروف التي ستكون طبيعية عندما يتعلق الأمر بأسواق السندات. كان بورج قد شبه ممارسات أسواق المال لدي وصوله بروكسل قبل أكثر من 12 ساعة بأنها ممارسات ذئاب. وقال بورج في تلك التصريحات «نري حاليا سلوك القطيع في السوق وهو سلوك عصابة بالفعل سلوك عصابة الذئب وإذا لم نوقف هذه العصابات فسوف تدمر الدول الأضعف حتي إذا كانت هذه الدول ساهمت في إضعاف نفسها». ودافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قرار تأسيس شكبة الأمان المالي للدول الأعضاء في منطقة اليورو لحمايتها من أي أزمات مالية في المستقبل. وقالت ميركل في العاصمة برلين: إن هذا الإجراء يهدف إلي حماية أموال المواطنين في ألمانيا ولتأمين مستقبل العملة الأوروبية اليورو. وأعربت ميركل عن استعداد بلادها لتقديم ضمانات بنكية لدول منطقة اليورو المتعثرة تصل قيمتها إلي 123.2 مليار يورو من بين إجمالي مبلغ شبكة الأمان المالي التي وافق عليها وزراء مالية اليورو بقيمة تصل إلي 750 مليار يورو علي صورة قروض.