تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة خلال شهر يونيو المقبل إلي جنوب إفريقيا حيث تنطلق بطولة كأس العالم لكرة القدم؛فالجميع علي موعد لانتظار ذلك الحدث الضخم الذي يتكرر كل أربع سنوات وتستضيفه هذا العام القارة السمراء لأول مرة في تاريخها.وعلي الرغم من سهولة ممارسة كرة القدم وإقبال الشباب عليها في كل ربوع العالم الا ان الفوز بكأس العالم ليس سهل المنال فهناك سبع دول من قارتين فقط هي دائمة الفوز به حتي تحول الامر الي احتكار .فلماذا إذن الفوز بكأس العالم أمر صعب؟ وكيف تستطيع تحقيق هذا الفوز الغالي؟ كل هذه الأسئلة دارت برأس المؤلف جرهام مكول ودفعته لإصدار كتابه الجديد "كيف نفوز بكأس العالم؟" ويستعرض الكتاب تاريخ كأس العالم وبداية خروج هذه البطولة الكروية للنور والتي خطط لها الفرنسي جول ريميه رئيس اتحاد كرة القدم العالمي حيث قام بتنظيم أول بطولة كأس عالم والتي أقيمت في الاورجواي عام 1930 وتم دعوة المنتخبات الوطنية المختارة للمشاركة في البطولة والتي وصل عددها في ذلك الوقت إلي 13 منتخبا، سبع منها مثلت أمريكا الجنوبية وأربع من أوروبا واثنان من أمريكا الشمالية . وبعد أن زادت شعبية المونديال العالمي قرر الاتحاد الدولي (فيفا) زيادة عدد المنتخبات المشاركة عام 1982 إلي 24 منتخب ثم وصلت بعد ذلك إلي 32 منتخبا عام 1998 . وكان للحرب العالمية الثانية تأثيرها علي إلغاء بطولتين متتاليتين لكأس العالم والتي كان من المقرر انعقادهما في عام 1942 وعام 1946 . ويرجع الكاتب السبب وراء فوز فرق دون غيرها ببطولة كأس العالم إلي وجود عوامل مختلفة منها روح الفريق واختيار المدرب والزخم الإعلامي الذي يحظي به هذا الحدث الكروي؛ وهو ما يلهب مشاعر العامة لمتابعة هذا الحدث الكروي والتفافهم لتشجيع بلادهم بالإضافة إلي ارتفاع بورصة توقعات الفائز بالكأس وتهيئة الأجواء المواتية لتنظيم مباريات كأس العالم من قبل الدولة المستضيفة التي تسمح للفرق المتنافسة اللعب في مناخ جيد...كما يتناول «ماكول» الدول المتأهلة لكأس العالم جنوب أفريقيا 2010 والتي يصل عددها إلي 32 دولة متسائلا هل هناك وصفة سحرية لتنجح انجلترا بالفوز بكاس العالم لأول مرة منذ 44 عام؟ يعقد «مكول» مقارنة بين فوز ايطاليا ببطولة كأس العالم في ثلاثينيات القرن الماضي تحت وطأة حكم بنيتو موسوليني الفاشي الذي عرف باسم ديكتاتور إيطاليا وبين كأس العالم الأخير عام 2006 الذي استطاعت أيطاليا أن تتتوج فيه بالبطولة وسط فضيحة الكالتشيو بولي التي هزت الاوساط الكروية في أيطاليا هي فضيحة تتعلق بترتيب نتائج مباريات كرة القدم في الدوري الايطالي بسبب وجود تسجيلات للمكالمات الهاتفية عن علاقتهم مع حكام كرة القدم في "إيطاليا" وقد كان نادي يوفنتوس بطل الدوري في تلك السنة، وقد اتهم الفريق بالتلاعب بنتائج المباريات واختيار حكام يميلون إلي مصلحتهم. كما يخصص الكتاب فصلا كاملا لمشجعي ملوك السامبا ويعد هذا الفصل هو سجلا حافلا بتاريخهم مع كأس العالم والانجازات التي استطاعوا تحقيقها والإخفاقات التي لحقت بهم بداية من هزيمتهم في عام 1950 وهو ما أطاح بحلم الفوز بكأس العالم وصولا إلي عصور المجد الكروي لنجوم السامبا في عهد بيليه انتهاء بالفوز بكأس العالم في 2002 . 34 يوما هي عمر الزمن المتبقي علي انطلاق بطولة كأس العالم 2010 الذي ستكون جنوب افريقيا مسرحا له فالفوز بكأس العالم هو حلم يراود الجميع بل أشبه بالحلم القومي لبعض الشعوب التي تتحد فيه كل الجهود في الدولة من أجل تحقيق تلك الغاية فلم يعد حدث كأس العالم هو حدث كروي فقط بل تغير الأمر ليصبح حدثا قوميا يتحد فيه أبناء الوطن الواحد من أجل تأييد منتخبهم الوطني لتحقيق الفوز الغالي .كما تحول الفوز بكأس العالم الي مصدر للفخر والكبرياء بعد ان كان مجرد تفوق في رياضة.والسؤال الذي يطرحه الكاتب الآن إلي من سيهدي عام 2010 كأس العالم؟!