عقدت اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية اجتماعاً مساء أمس بمقر الجامعة العربية بناء علي دعوة فلسطين وبحضور 13 وزير خارجية ووزير دولة كل من «مصر والأردن ولبنان وقطر والبحرين والسعودية وسوريا واليمن وفلسطين وتونس والجزائر والمغرب والسودان» اضافة إلي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي، بالاضافة الي وزراء خارجية كل من «الإمارات والكويت وعمان» وليسوا أعضاء باللجنة، حيث تم توجيه الدعوة لهم للحضور، وشهد اجتماع اللجنة انقساما حول الموافقة علي بدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأصدرت اللجنة بيانا طالبت فيه المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الممارسات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وطالب الادارة الامريكية والرباعية الدولية بتحمل مسئولياتها تجاه حماية الشعب الفلسطيني من سلسلة الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة وإلزام إسرائيل برفع الحصار عن قطاع غزة وفرض حل الدولتين وكانت اللجنة قد ناقشت الردود الأمريكية حيال عملية السلام والتي نقلها مبعوث السلام الأمريكي جورج ميتشيل للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأكدت مصادر مطلعة ل«روزاليوسف» ان الردود الامريكية تركزت في بدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في مقابل أن تتعهد الادارة الامريكية بعدم تكرار الممارسات الاستفزازية الاسرائيلية، أما فيما يتعلق ببناء المستوطنات فقد ذكرت المصادر أن الموقف الأمريكي غير واضح إذ لم تحمل ردود الادارة الامريكية لعباس أي تعهد من جانبها بإلزام إسرائيل بوقف بناء المستوطنات. في المقابل أكدت مصادر آخري ل«روزاليوسف» أن الادارة الامريكية طالبت بإعادة فتح مكاتب التمثيل التجاري الاسرائيلي التي كانت موجودة في عدد من الدول العربية والسماح بفتح مكاتب رعاية المصالح الاسرائيلية بجميع الدول العربية وفتح الاجواء العربية لخطوط الطيران الاسرائيلية وحول تلك المطالب أكد أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه لا يمكن للدول العربية أن يقدموا كل هذه الامتيازات لإسرائيل في مقابل عدم تقديم أي تنازلات أو التعاطي مع المطالب العربية. ومن جانبه، أكد السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الهدف من اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الذي عقد مساء أمس قاهرة كان الاستماع للرؤية والتقييم الفلسطيني للجهود الأمريكية لاحياء عملية السلام والخطوات المطلوبة اتخاذها مستقبلا علي أساس وجهة النظر الفلسطينية. وحول فرص احياء عملية السلام.. قال يوسف: نحن نري ان اسرائيل غير معنية بتحقيق السلام، والشواهد تشير الي أن الحكومة الاسرائيلية تتخذ خطوة بعد أخري لتدمير أي جهد يقوم به اي طرف دولي او اقليمي لتحقيق اختراق أو تقدم علي مسار السلام، وبالتالي لا يمكن التفاؤل في ضوء الممارسات الاسرائيلية. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أن الاسرائيليين والفلسطينيين سيبدأون في محادثات سلام غير مباشرة خلال الاسبوع الجاري. بينما أكد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن بدء المحادثات غير المباشرة لم يتم الاتفاق عليه بعد ومن السابق لأوانه اطلاق أي أحكام أو مواعيد بشأنه. وأكد عريقات مع ذلك أن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية تريدان المحادثات غير المباشرة وتسعيان لاعطاء الرئيس الامريكي باراك أوباما الفرصة التي يستحقها لأن نجاح هذه الفرصة يعني إنهاء الاحتلال الاسرائيلي. وفي سياق متصل كشف مسئولون أمريكيون أن المبعوث الامريكي الي الشرق الأوسط جورج ميتشيل سيغادر واشنطن اليوم متوجها الي منطقة الشرق الاوسط لاجراء مباحثات مع مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين تستمر اسبوعا.
