أرجع د.عبدالعزيز حجازي امتلاك 48% من المصريين «موبايل» رغم عدم كفاية دخولهم.. ل«نظام الحكم»، تماما كما أرجع د.جلال أمين انتصار أكتوبر عهد الرئيس السادات عام 73، إلي شخصية الرئيس عبدالناصر الذي مات عام 1970!! علي كل، الاستهلاك ليس قرار دولة، وعدم الرغبة في الامتناع عنه، ثقافة. كثيرون لم يستطيعوا التخلص من بقايا «الانفتاح» حتي الآن، رغم التغير الواسع في السياسات مقارنة بفترة حكم الرئيس السادات. النتيجة أن سوق المحمول أصبح الأكثر رواجاً، في الوقت الذي حقق فيه «أبوالليف» سيطرته علي محال الكاسيت، مع أن كلمات أغانيه ليست سياسة دولة، ومع أن الحكومة لا تعرف لم توصي: ب«أغاني» «الميكروباص». الأزمة اجتماعية، ليست سياسية. والخلل الاجتماعي هو الذي انعكس علي السياسة، كما انعكس علي سوق الغناء.. وأسماء الأطفال، ونظرة المجتمع لنجوم السينما. نهاية السبعينيات في الولاياتالمتحدة، نفي علماء الاجتماع في «تقرير ميتشيجان» الذي قدموه للكونجرس، مسئولية الدولة عن زيادة الاستهلاك في مجتمع استهلاكي بطبعه. قالوا أيضا إن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تكون مسئولة عن شباب سار في الشوارع مقلداً المغني الفيس بريسلي، الذي اعتبره المراهقون أسطورة، في مشيته وتسريحة شعره، حاملين جيتارا يشبه ما كان يحمله دون أن يكون لأكثرهم خبرة بالعزف علي الوتريات. إلي جانب انحسار الشعور ب«الانتماء»، لاحظ تقرير ميتشيجان ظهور محلات متخصصة في أدوات تدخين مرسوم عليها «بوب مارلي» المطرب الأسطورة أيضا، إضافة لأكشاك بيع ولاعات شديدة الشبه بالتي يستخدمها نجوم أغاني «الكاريبي» وموسيقي «البلوز». قالت المعارضة: الحكومة السبب، ووصفوا التغيرات التي طرأت علي سلوكيات الشباب، وسطحيتهم بأخطاء دولة. لكن علماء ميتشجان ردوا بأن المجتمع الذي لم يكن قد تخلص بعد من أزمة هزيمة الجيش في فيتنام هو الذي علق مأساته علي شماعة الحكومة. لكن المعارضين للرئيس كارتر تمسكوا بأن الإدارة هي التي فشلت في إقناع الشباب أن الفيس بريسلي ليس مثلاً يحتذي به، ولا اقناعهم بأن مغني المخدرات بوب مارلي لا يصلح أن يكون بطلاً قومياً لتقليده. وقتها اعتبرت الإدارة الأمريكية أن نتيجة النقاش مرضية، فالبيت الأبيض والمعارضة متفقان علي أن الفيس بريسلي لا يمكن أن يكون قدوة، ولا بوب مارلي.. مثالاً ونموذجا. الأهم في الموضوع تأكيد تقرير ميتشيجان علي أن كثيرا من تحليلات ساسة المعارضة لم تكن «لوجه الله»، وأن هناك من يستخدم الشارع وسيلة، مثلما يتخذ الرماة شواخص ضرب النار للبرهنة علي دقة التصويب. منتصف الثمانينيات، كف علماء ميتشيجان عن الجدل، بعدما نشرت الصحافة صوراً لأحد نجوم المعارضة في الكونجرس، يرقص «الريجي» علي أغاني بوب مارلي في حفل عيد ميلاد ابنته! [email protected]