تحظي شبه جزيرة سيناء بمكانة خاصة في قلب كل مصري.. مكانة صاغها التاريخ كما صاغتها الجغرافيا، فسيناء هي الموقع الاستراتيجي المهم، وهي المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم ومحور الاتصال بين أسيا وأفريقيا، وبين مصر والشام وأيضا بين المشرق العربي والمغرب العربي، وهي البوابة الشرقية وحصن الدفاع الاول عن أمن الوطن، وسيناء هي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبري لحماية هذه الارض. وتحتفل مصر هذه الأيام بمرور 28 عاما علي تحرير سيناء من الاحتلال وخروج آخر جندي اسرائيلي من ارضها الطاهرة في الخامس والعشرين من ابريل عام 1982 واكتمل التحرير برفع الرئيس مبارك علم مصر علي ارض طابا عام 1989 لتبدأ بعدها معركة التنمية الشاملة في هذه البقعة الغالية من ارض الوطن، والتي تقودها القوات المسلحة بجميع أجهزتها كما قادت معارك تحريرها من الاحتلال. وأكد قادة الجيشين الثاني والثالث الميدانيين وقوات حرس الحدود أن السلام يحتاج الي سلاح يحميه، ولا يعني التراخي وان قطار التنمية في سيناء وصل الي كل شبر بها، يسير في طريقه وقوة الجيش المصري تحميه من اي عدو يفكر في المساس بالسيادة المصرية علي أراضيها او يهدد أمنها القومي.. وإلي التفاصيل: التدريب القتالي في البداية يقول اللواء أركان حرب صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني: إن الجيش الثالث يقوم بمهمة تأمين خط الحدود الدولية داخل نطاق المسئولية من "العوجة" شمالا الي "شرم الشيخ" بالاضافة الي عناصر من قوات حرس الحدود وعناصر من قوات الامن المركزي، علاوة علي مهمة تأمين المجري الملاحي لقناة السويس كأحد المصادر الرئيسية للدخل القومي المصري. وأشار إلي أن التدريب القتالي يعتبر الركيزة الاساسية لبناء الفرد المقاتل في القوات المسلحة وأحد أهم عناصر الكفاءة القتالية لتنفيذ المهام بدون خسائر، كما ان إعداد القوات يجب ان يبني علي أساس أن العدو المنتظر جيد التدريب ومتطور في تنظيمه وتسليحه، وهذا يتطلب من القادة علي مختلف المستويات ضرورة الفهم الواضح لمبادئ التدريب وأهمها رفع الروح المعنوية وتنمية روح القتال والتدريب علي كل ما هو ضروري للحرب، واستخدام طرق ووسائل التدريب القتالي، ودراسة العدو وأساليبه القتالية حتي نكون قادرين دوماً علي الدفاع عن كل شبر في هذ الوطن. الجيش الثالث والتنمية وأكد اللواء صدقي صبحي علي وجود تعاون وثيق بين الجيش الثالث الميداني والقطاع المدني في نطاق المسئولية، ففي المجال الثقافي تم عقد دورات تدريبية بمعهد اللغات للجيش الثالث الميداني لتأهيل الشباب الخريجين، وفي المجال الرياضي تحرص القوات المسلحة علي دعم الاهتمام باللياقة البدنية، ففي محافظة السويس تم إنشاء إستاد علي اعلي مستوي معماري هندسي، والذي يسع 45000 مشاهد وتتولي مجموعة سيطرة من الجيش الثالث تشغيل الاستاد ومرافقه الرئيسية، علاوة علي انشاء المدرسة الرياضية العسكرية وساحة رياضية منشأة حديثاً. وفي إطار تحقيق الاكتفاء الذاتي من الاحتياجات والمشاركة الاجتماعية قام الجيش الثالث بإنشاء العديد من الصوب الزراعية علاوة علي الزراعات المكشوفة، وفي مجال الثروة الحيوانية تتواجد بالجيش مزارع حيوانية، وعدد من مزارع الدواجن علاوة علي مجزر آلي كما توجد مزرعة سمكية، وتم فتح العديد من منافذ التوزيع بمحافظات (السويس وجنوب سيناءوالشرقية والقاهرة). وأوضح أن القوات المسلحة تتولي دوراً مهماً في تنمية سيناء لرفع مستوي المعيشة للبدو ولأهالي وسط وجنوب سيناء من خلال اللقاءات العديدة مع شيوخ القبائل في سيناء للتواصل معهم مطالبهم لتلبيتها في جميع المجالات، وهذه اللقاءات ليست في المناسبات القومية فقط، ولكن علي مدار العام بالاضافة الي تشجيع ابناء اهالي سيناء للالتحاق بالكليات العسكرية والتطوع بالقوات المسلحة. وفي مجال الزراعة يقوم رجال الجيش الثالث بحفر الآبار للإمداد بالمياه في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية لتلبية احتياجاتها من المياه حيث تعتبر مهنة الزراعة إحدي المهن الرئيسية التي يزاولها ابناء وسط وجنوب سيناء خاصة في المناطق المحاذية للطريق الساحلي الدولي. المعاونة في الازمات والكوارث وقال إن الجيش الثالث كان له دور رئيسي في التعامل مع الازمات والكوارث، ففي كارثة السيول الأخيرة التي ضربت قرية ابوصويرة كان قد تلقي الجيش انذارا بتعرض القرية للسيول وتحركت عناصر الجيش المكلفة باعمال الاغاثة بجميع الامكانيات وقامت باخلاء اكثر من 120 فردا باستخدام القوارب المطاطية مع تقديم التأمين الطبي والاطفائي وانشاء معسكر ايواء عاجل بالقرية بطاقة 500 فرد، وتم رفع الانقاض وتقوية الجسور واعمال الطرق، كما قامت قوات الجيش الثالث بالمشاركة في اطفاء العديد من الحرائق الكبيرة بمدينة السويس منها علي سبيل المثال حريق مرسي اصلاح وانشاء اليخوت بمنطقة السلخانة وحريق مصنع الزيوت. ريادة الجيش الثاني وحول مساهمات الجيش الثاني الميداني في اعمال التنمية الشاملة بسيناء (خاصة محافظة شمال سيناء ومدن القناة) أشار اللواء اركان حرب جمال امبابي قائد الجيش الثاني الي ان نصر أكتوبر وتحقيق السلام انعكس في اظهار دور ومشاركة القوات المسلحة في مجال التنمية الشاملة، فبالنسبة لمساهمات الجيش الثاني في تحقيق التنمية بشمال سيناء فعلي المستوي الطبي يتم الدفع بست قوافل طبية سنويا اعتبارا من عام 1998 لعلاج اهالي البدو ويتم تقديم العلاج لعدد 4500 فرد سنويا، وتم انشاء نقطة اسعاف بالطريق الشمالي وانشاء مستشفي مبارك العسكري بالعريش والذي يساهم في علاج المدنيين من اهالي محافظة شمال سيناء، وبالنسبة لتوزيع الترفيه الغذائي فانه يتم توفير عدد 14200ترفيه غذائي سنويا للأرامل وعائلات الشهداء كما تم فتح منفذين لبيع منتجات الجيش الميداني بمدينة العريش. وعلي مستوي الانتاج الزراعي فقد ساهم الجيش الثاني في زيادة المساحات الخضراء بمحافظة شمال سيناء بزراعة 2000 نخلة مثمرة بمنطقة النصب التذكاري كما تمت زراعة 165 فدانا شرق القناة وتنفيذ اعمال التسوية واستصلاح الاراضي، وتم انشاء مزرعة المليز للمساهمة في انتاج متطلبات المنطقة من المحاصيل الزراعية وتوفير فرص العمل. نسف أنفاق التهريب كما يتم تنفيذ اعمال المعاينات والنسف للأنفاق المكتشفة علي خط الحدود الدولية يوميا، ويقومون ايضا باعمال المعاونة في تطهير مخلفات الحروب السابقة، وهناك لقاءات مستمرة مع البدو ويتم تأهيل وتشغيل أبنائهم في المزراع وحراسا علي التجهيزات الهندسية بسيناء، وقد تم تقديم عدد من ابناء البدو للتطوع بالقوات المسلحة بمساعدة الجيش الثاني. وقال: إن للجيش الثاني الميداني مساهماته ايضا في تحقيق التنمية بمدن القناة فقد تم انشاء 3 ساحات رياضية وحديقة ترفيهية وصالات اعداد بدني ومجازر آلية ومنافذ توزيع بمدينة الاسماعيلية،كما تم انشاء مستشفي مبارك العسكري وساحتين رياضيتين بمدينة بورسعيد. وأكد قائد الجيش الثاني ان العمل في مجال التنمية لايؤثر ايضا في الاعداد والتاهيل والاستعداد العسكري لان الحرب قد تقع في اي وقت ويجب ان نكون علي استعداد دائم لها. حرس الحدود يفرض السيادة المصرية قوات حرس الحدود هي الاخري تقوم بدور كبير في تأمين الحدود المصرية بصفة عامة وسيناء بصفة خاصة ومشاركتها ايضا في اعمال التنمية، فيقول اللواء اركان حرب سيد مبروك قائد قوات حرس الحدود ان القوات تقوم بتأمين حدود مصر البرية والساحلية وتؤمن مساحة أكثر من 5580 كيلو مترا عن طريق منظومة متكاملة من الاستطلاع والمراقبة تشمل (رادارات مراقبة أرضية وساحلية، وأجهزة ومعدات الرؤية والمراقبة الليلية وأجهزة تحديد المسار، ولنشات المرور القريب والسريع، وطائرات الاستطلاع الخفيفة) ثم تأتي بعد ذلك منظومة التأمين والسيطرة وتشمل (الموتوسيكلات بانواعها، العربات الخفيفة وذات الغرس، اجهزة الاتصال اللاسلكية الحديثة، كشافات البحث والاضاءة، وأجهزة كشف عن الاشياء المخبأة مثل المخدرات والمفرقعات). واسلوب التأمين الذي يتم تنفيذه هو المتبع في أكبر دول العالم، اما عن تأمين حدود سيناء فإنها تتم وفقا لهذه المنظومة بالاضافة إلي تأمين المعديات والمعابر والمنافذ المؤدية من الضفة الشرقية الي الضفة الغربية والعكس، وكذلك تأمين المجري الملاحي لقناة السويس، علاوة علي الدور الذي تقوم به في مكافحة الزراعات المخدرة بالحملات المركزة التي تقوم بها طوال العام بواقع 49 حملة. ضبط النفس علي الحدود الشماليةالشرقية وقد اضيفت مؤخرا مهمة جديدة لقوات حرس الحدود وهي مهمة تأمين الحدود الشماليةالشرقية مع قطاع غزة وذلك طبقا لقرار القيادة السياسية بنشر وحدة من قوات حرس الحدود علي هذا الخط وتم تشكيلها وتزويدها بأحدث الاسلحة والمعدات قبل خمس سنوات وطوال هذه الفترة تقوم القوات بدور كبير في السيطرة علي الحدود للحفاظ علي الامن القومي المصري وأثبتت انها علي قدر كبير من المسئولية في جميع المواقف التي مرت بها، وعلي سبيل المثال واثناء نزوح العناصر الفلسطينية الي الاراضي المصرية عام 2008 وكذلك اثناء العدوان علي غزة في العام الماضي، ومازالت تؤدي مهامها بكفاءة واقتدار بالرغم من التجاوزات التي تحدث، الا ان قوات حرس الحدود تمارس دورها واضعة في الاعتبار توجيهات القيادة العامة بضرورة ضبط النفس. حماية الثروة السمكية ولفت اللواء سيد مبروك الي الدور الذي تقوم به قوات حرس الحدود للمساهمة في تنمية سيناء من خلال عدة اتجاهات، ففي مجال الثروة البترولية تقوم بتسهيل عمل الشركات وذلك بتنفيذ القوانين واللوائح المنظمة لعمليات التنقيب في الاراضي او في اعماق البحار واستخراج تصريح انتقال العائمات البترولية. وفي مجال الثروة السمكية تعتبر قوات حرس الحدود إحدي الجهات المختصة بالمحافظة علي مخزون الثروة السمكية للدولة بتعاونها مع الهيئة العامة للثروة السمكية، وذلك بدفع الدوريات البحرية المنتشرة علي جميع سواحل مصر لضبط مخالفات الصيد، كما تشارك في متابعة تنفيذ قوانين حماية البيئة من خلال القانون رقم 4 لسنة 1994 الخاص بحماية البيئة من التلوث والمحافظة علي المحميات الطبيعية.