كيف ظلمت مجلات المرأة حواء؟ سؤال طرحته الباحثة هبة عبد العزيز كأطروحة لرسالة الماجستير بكلية الاعلام والتي كشفت نتائجها أن الأغلفة الفاخرة والطباعة البراقة للمجلات النسائية يقابلها مضمون متدن، ففي حين أنها ترفع شعارات مناصرة المرأة، والدفاع عن حقوقها، فإنها تصور المرأة كائنا مخمليا اهتماماته الأساسية، تنحصر في الموضة والأزياء وقصة الشعر والجديد في فنون المطبخ وكأن القائمين علي هذه المجلات استسلموا لمفهوم مفاده أن قضايا الرأي العام والتنوير والوعي الثقافي ولو في حده الأدني أشياء لا تهم المرأة. وقالت الباحثة أن الصحافة النسائية في مصر بدأت بداية رائعة وانتهت نهاية مؤسفة مشيرة إلي أن الصحافة النسائية حملت منذ نشأتها الأولي في مصر هموم المرأة ومعاناتها فكانت ذات هدف ورسالة تري ضرورة تحقيقها لانقاذ المرأة من الواقع المتردي بالدفاع عن حقها في العمل والتعلم. وأضافت الباحثة أن الصحفيات الأوليات كن يكتبن المقالات بأسماء رمزية وكثيرًا ما يدعين أنها ترجمات لمقالات نشرت بالصحافة الفرنسية للهروب من مواجهة المجتمع بأفكارهن الصادمة للمجتمع آن ذاك، مشيرة إلي أن مصر أول دولة عربية تولد بها الصحافة النسائية بصدور مجلة «الفتاة» التي أصدرتها هند نوفل بالاسكندرية في 20 نوفمبر 1892. وقالت الباحثة هبة عبد العزيز في رسالتها التي حولتها إلي كتاب أن أبرز سلبيات التجربة الصحفية النسائية في مصر تنحصر في التركيز علي الشرائح العليا في المجتمع من المتعلمات ونساء المدن الكبري وسيدات المجتمع المرفهات فيما تهمش وتتجاهل قطاعات نسائية كبيرة وهن النساء في الريف والبادية والعاملات في المهن المختلفة. وأضافت: كما أن السطحية غلبت علي نسبة غير قليلة من المضامين التي تطرحها صفحات المرأة والأسرة وغياب الروابط الحقيقية بين القائمين علي تحرير هذه الصفحات وبين قرائها الحقيقيين من النساء والرجال والشباب والأطفال نظرًا لانفصال المحرر عن الدلالية الحقيقية بمشكلات المرأة. ونوهت عبد العزيز إلي أن المضامين في صحافة المرأة تنصب علي القضايا التقليدية مثل الأزياء والطهو والأكلات والديكور فتتعامل مع المرأة علي أنها أنثي فقط مع التركيز علي تغطية أخبار المشاهير من الفنانات وسيدات المجتمع وغلبة السطحية وغياب الجانب التنموي في المعالجات. وأوصت الباحثة بأن يتمتع المحررون في المجلات النسائية بالإدراك لقضايا المرأة ومشكلاتها والموضوعية والتحرر العقلي والإيمان بأن الرجل والمرأة سواء، ولا يمتاز أحدهما علي الآخر، إلا بقدر ما ينتجه لوطنه ويقدمه لمواطنيه كإنسان خلاق في مجال العمل لا في مجال الذكورة والأنوثة وأن يدرك نوعية النساء في مصر، فليست المرأة هي ساكنة جاردن سيتي والزمالك، وإنما هي أيضا ساكنة السيدة زينب والقري والكفور.