رغم أن الحزب اعتبر أن قراره الذي وصفوه بالانفعالي كأن لم يكن، أكد أنيس البياع نائب رئيس حزب التجمع إصراره علي عدم التراجع عن تجميد نشاطه الحزبي اعتراضًا علي ما وجهه رئيس الحزب د. رفعت السعيد له من اتهامات بالتنسيق مع جماعة الإخوان سعيًا لمساندته في الانتخابات المقبلة. وأشار البياع في حواره مع «روزاليوسف» إلي أنه لا يرغب في أن يكون «إمعة» نتيجة عدم تقديره في الحزب والتعامل معه باعتباره «أقلية» ترغب في التعاون مع الإخوان ضد الأغلبية الرافضة لهذا الأمر مؤكدًا أنه لن يخوض الانتخابات من الأساس. هل ستتراجع عن قرار تجميد نشاطك بعد رفض المكتب السياسي للمذكرة التي تقدمت بها؟ - لا فما زلت مصرًا علي موقفي لشعوري بالإهانة من رئيس الحزب بعد اتهامه لي بأني رغبت في فتح حوار مع جماعة الإخوان طمعًا في مساندتهم وتأييدهم لي خلال الانتخابات القادمة، كما أرفض مجرد تفكيره في هذا الأمر واعتبره غير صحيح وباطلاً. هل أعلنت عن رغبتك في الترشح للانتخابات؟ - لم أنو خوض أي معركة انتخابية ورئيس الحزب يعلم ذلك خاصة أني لا امتلك التمويل الكافي لهذه المعركة. ولماذا تثار حولك هذه الاتهامات؟ - لا أعلم. وما سر رغبتك في التحاور مع الإخوان رغم المنهج السياسي المعروف للتجمع؟ - ليس هناك أية علاقة خاصة بيني وبين قيادات الإخوان لكنه كان تعاونًا مشتركًا معهم منذ 15 عامًا في إطار التعاون مع كافة الأحزاب والقوي السياسية لمحافظة دمياط. ما رأيك بقرار المكتب السياسي في اجتماعه الأخير باستمرار الحوار مع الإخوان؟ - لم أحضر ولكنني علمت أنها كانت مجرد «دردشة»، بجانب أن الاتجاه العام يشير لعدم الرغبة في وجود أي نوع من العلاقات معهم رغم أن ذلك يتنافي مع قرار الموافقة الذي سبق أن أصدره المكتب السياسي علي الحوار، وأعتقد أن الأمر راجع لكون الحزب غير قادر علي الانفتاح علي القوي السياسية سواء الإخوان أو غيرهم، رغم أن الحوار مطلوب للخروج من المأزق الحالي للمعارضة في مصر، حتي أن أمريكا نفسها تتحاور مع الإخوان. وما تعليقك علي تشكيل لجنة تضم مجموعة من القيادات للتحاور معك لإصلاح الموقف. - لم أعلم بذلك ولكن إذا اتصلت بي أي قيادة داخل الحزب فمرحبا بها ولا مانع من التحاور معهم غير أن الموضوع أكبر من مسألة تشكيل اللجان وقت الأزمات وعلي الحزب أن يراجع موقفه ويعالجه بمحاسبة كل من أخطأ، والاقتناع بالتعامل معهم كقوة سياسية أعلنت عن تعديل بعض المواقف بسعيها لدولة مدنية حتي إن كانت لا تنوي، فكان علينا أن نقدر الحوار السياسي الجاد. وما تقييمك للاستقالة التي تقدم بها عبدالرحيم علي أحد قيادات الحزب اعتراضًا علي التحاور مع الإخوان؟ - لم أكن أعلم أنه عضو في الحزب إلا عندما تقدم باستقالته ومن المعروف أنه مهتم بقضية الإسلام السياسي فهذا الموقف طبيعي أن يصدر منه إزاء الجماعة. ولكن هناك العديد من الانتقادات التي وجهت للتجمع بسبب هذا الحوار باعتباره بيت اليسار المصري؟ - بيت اليسار لم يعد يساريا كما كان في الزمن الماضي، إذ أصبح مقربًا «شوية» للحكومة وانتقاداته أقل حدة وعليه أن يتعامل مع جميع القوي السياسية حتي مع «الجن الأزرق»، وهذا لا يعني أنني أقول أن أتحول لإخوان مسلمين لمجرد التحاور معهم ولكنني آخذ ما يفيد ويتفق مع مبادئي. ولكن من المعروف الاختلاف الجذري بين التجمع والإخوان؟ - تعاملت مع الإخوان ووجدت أنهم يتغيرون ولديهم استعداد للعمل المشترك فيما يتعلق بالتعديلات الدستورية، ومن هنا عرضت فكرة الحوار معهم علي المكتب السياسي الذي وافق بالاجماع ولكن تفاجأت بتصريحات من قيادات تجمعية مسيئة للإخوان قبيل انعقاد اللقاء حتي أن تعامل رئيس الحزب مع الأمر قبل وأثناء وبعد الحوار كان غير سياسي، فقررت ألا أكون «إمعه» في الحزب لأنني شعرت بتمثيل أقلية حزبية تريد شيئًا معينًا مقابل رأي الأغلبية. هل ستشارك في الاحتفال بالعيد ال34 للحزب بعد غد؟ - لا لن استطيع الحضور حتي لا أتذكر ما حدث وللأسف يجب أن يكون هناك منهج لمناقشة موضوع الحوار مع الإخوان، خاصة أنه لم يتم طرح فكرة عمل مع الحزب، فالأمر أبسط من ذلك بكثير، بمعني هل هناك إمكانية لاقامة عمل مشترك معهم في إطار حدوث ذلك مع جميع القوي الوطنية في مصر؟ فهل إذا دعاني الإخوان لإلقاء كلمة أو شاركت معهم في وقفة احتجاجية أو ساعدوني في إرسال قوافل لقطاع غزة؟ أرفض ذلك.. وهل هو عداء شخصي بيننا وبين أشخاص من الإخوان؟ وهي أسئلة موجهة لقيادات التجمع أرجو أن يجيبوني عنها.