بقلم: آرون ديفيد ميللر باحث فى مركز وودرو ويلسون الدولى للأكاديميين ترجمة مى فهيم نقلا عن لوس أنجلوس تايمز غياب الاستراتيجية الواضحة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء محادثات السلام زادت من التكهنات بشأن رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية بجلب حكومة إسرائيلية جديدة. تغيير النظام بوجه عام هو مصطلح وتكتيك محفوظ لأعداء أمريكا، لكن ماذا لو كانت إدارة الرئيس أوباما تسعي لهذا مع واحدة من أقرب حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية ألا وهي إسرائيل؟ وبينما أثارت ضجة كبري بين إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية علي خلفية إعلان إسرائيل بناء مستوطنات جديدة والقدس لاتزال متأججة والغريب في الأمر هل الرئيس أوباما يركز علي تغيير سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتانياهو أو تغيير رئيس الوزراء نفسه، فغياب الإستراتيجية الواضحة لتحريك المياه الراكدة بشأن مفاوضات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني فضلا عن الدعوات المتكررة من جانب الإدارة الأمريكية لضرورة تجميد بناء المستوطنات التي لن يقبلها نتانياهو ولا الليكود هو ما أثار التساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن تهتم بوجود حكومة اسرائيلية جديدة أكثر مرونة. وهذه ليست المرة الأولي لأمريكا الذي تقوم فيها بالتدخل في السياسة الإسرائيلية، وفي الحقيقة فإن الفكرة القائلة بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تتدخل في سياسة إسرائيل هي فكرة عبثية مثل الافتراض بأن الإسرائيلين لا يتدخلون في سياستنا. وحدث في مرتين أعلمهما جيدا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية اتخذت عدة خطوات لتشكيل السياسة الإسرائيلية بل ووصل الأمر إلي نتائج الانتخابات. ففي عام 1991 رفض الرئيس بوش الأب ووزير الخارجية جميس بيكر ضمانات القروض لإسكان المهاجرين اليهود التي قدمها رئيس الوزراء اسحاق شامير وهي الخطوة التي ساهمت في هزيمته أمام اسحق رابين. وفي خطوة لدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أنذاك شمعون بيريز قام الرئيس الأمريكي كلينتون بزيارة رفيعة المستوي الي إسرائيل في مارس 1996 لدعم بريز في السباق الانتخابي مع نتانياهو. ولكن ما الدافع الذي يحرك أوباما للتدخل الآن هل هو بهدف تقويض نتانياهو ولكن كيف سيقوم بذلك؟ كل من رام إيمانويل رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض وهيلاري كلينتون ذوزيرة الخارجية الامريكية شاهدا الخطوات الاولي لنتانياهو في فوزه للمرة الاولي في عام 1996 1999 عندما كان ايمانويل مساعداً للرئيس كلينتون وهيلاري السيدة الأولي للبيت الأبيض ولم تنل تلك الخطوات إعجابهما في ذلك الحين ولا يريدان عواقبها. وهناك وجه نظره شائعة في واشنطن هذه الأيام بأن نتانياهو غير قادر علي التوصل الي اتفاق وكل من العرب والفلسطينيين لن يثقون فيه لماذا أذن نبذل جهدا علي مدار عدة أشهر لبدء عملية مع نتانياهو لن تستطيع أن تكتمل معه؟ فإذا كان التغيير هو الهدف وتبني موقف متشدد حيال المستوطنات ووضع شروط لبدء المفاوضات تبدو منطقية ولكن لن يستطيع ائتلاف نتانياهو قبولها فكلها دلائل تشير إلي أن نتانياهو لن يكون شريكا حقيقيا في عملية السلام، وأجلا أم عاجلا سيبدو واضحا في إسرائيل ان رئيس وزرائها غير قادر علي إدارة أهم علاقات الأمة وانه يضع المستوطنات في مرتبة أعلي من أمن إسرائيل في الوقت الذي تلوح في الأفق تهديدات إيران فالعلاقات الوطيدة الصلة مع الولاياتالمتحدة الآن أهم من أي وقت مضي.ويعلق الأمل الأمريكي علي تزايد الضغط السياسي والشعبي لإجبار نتانياهو علي إما أن يكون هناك حكومة موسعة أو الدفع نحو التغيير. الاختلال الذي تعاني منه إسرائيل الآن ليس العقبة الكؤود الوحيدة في طريق إقامة مفاوضات سلام مع الفلسطينيين.واتساع الهوة في الاتفاق بشان ما يمكن القيام به حيال القضايا الجوهرية مثل القدس بالإضافة إلي الانقسامات بين حماس وفتح في الجناب الفلسطيني فضلا عن الوضع الإقليمي الذي ساهم في صياغته حزب الله وحماس وإيران وهو ما لا يخلق الأجواء المواتية لاتخاذ قرارات كبري. علينا أن نعمل مع وليس ضد الحكومة الإسرائيلية الحالية والفلسطينيين ولنري ما ستؤول إليه الأوضاع. وإذا وصلنا إلي طريق مسدود أو اتفاق فلنترك المد والجزر في السياسة الإسرائيلية يأخذ مجراه، وهذا أفضل من أن تخوض الإدارة الأمريكية حربا خاسرة بشأن المستوطنات والتهديد بدفع خطة السلام الخاصة بها، فمثل هذا النهج لن يجدي وسوف يزيد إضاعة الوقت وطاقة الولاياتالمتحدةالأمريكية سدي في الوقت الذي تسعي فيه أمريكا لحماية مصالحها في المنطقة التي تعج بالاضطراب والغضب.