رغم تحول المتصوفة إلي تنابلة، تناقل المصريون قصصاً عن كلامهم بعضهم البعض عبر المسافات والزمن، وآمنوا بتواجد أكثرهم بأماكن مختلفة في نفس الوقت. دس الفاطميون الأفكار، فصدقنا.. والنتيجة تحول «المبروكين» إلي شيوخ «منسر» في التكايا، في الوقت الذي شغل فيه «المتخلفون» وظائف الأولياء والصالحين، واسترزق من الهبل المجانين أمثال سيدنا عبدالقادر الدشطوطي وإبراهيم المتبول!! ليس دائما تحت القبة شيخ، فلا الشيخ عصام شيخ، ولا الشيخ عباطة كان يعرف ربنا من الأساس! أكثر أضرحة القاهرة والشرقية والبحيرة ودمياط وكفر الشيخ «مزيفة». فلا الرفات لأصحاب كرامات، ولا المدفونون تحت القباب كانوا أصحاب خطوة يتصلون بالله وقتما يحبون، ويظهرون في بلد بينما هم في بلد آخر في نفس الوقت. رغم ذلك يرمي عشرات المرضي، والحالمات بالحمل بعد زواج دون أطفال يوميا ألوف الخطابات في مقام سيدي حسن الذوق عند باب النصر. كتبوا فيها طلباتهم، فشكوا وحكوا.. لكن لا المرضي طابوا، ولا النساء حملن. ثم إن سيدي حسن الذوق، لا كان سيدي، ولا كان وليا هو الآخر. «الذوق» مغربي تقدمت به السن في القاهرة، ولما أجبره أولاده علي العودة لبلاده، مات عند باب النصر.. ودفن هناك. لذلك قال المصريون: «الذوق ما خرجش من مصر»، ثم بنوا مقاما علي تربته، بعدها حوله أهل الحي شيخاً.. ووليا، وحبيب الله. الشيخ عصام ليس ولياً أيضا، لكن الدمايطة، أقاموا له موالد، وصنعوا له قصصاً.. وتوسلوا به لله، مع أنه كان مجذوبا، ولد عام 1901، ثم مات في التاسعة من عمره. أما الشيخ ياسر صاحب ضريح البحيرة الشهير، فولد عام 1972، بجسم نحيف وعقل خفيف، هو الآخر.. ولما مات قدسوه، وأخذوا منه البركة.. بلا سبب، ودون أن يعرف أحد لماذا. مثله كمثل الشيخة سناء التي ماتت في الثلاثين.. بعدما أحيت 3 موتي، ومشت علي الماء.. وأبرأت الأكمه والأبرص.. وأخبرت أهل قريتها بما يدخرونه في بيوتهم!! ومقام سيدي عباطة في السيدة عائشة، لا يعرف له المؤرخون صاحباً، ولا جاء في كتب التاريخ له ذكر. جومار الفرنسي حكي عن الصوفي، الذي كان يسير في شوارع القاهرة عارياً، ولما يقف تتهافت النساء علي تقبيل يده ووجنتيه.. الصوفي العريان كان يحيي الموتي هو الآخر، مثله مثل رزيق المغربي الذي مات حماره، فدعا ربه.. فأحياه!! الفاطميون هم السبب في تلك المأساة. فهم الذين صرفوا علي المتصوفة، وآمنوا بهم.. وهم الذين ورثوا المماليك فكرة بركة «المجاذيب»، وسطوة الدراويش، وولاية خفاف العقول.