يحتاج العمال في المحافظات النائية الآن أكثر من أي وقت مضي إلي حوافز جديدة لتشجيعهم علي العمل بهذه المناطق بما يحقق خطة الحكومة في التنمية وتعمير المدن البعيدة وفي مقدمتها سيناء ومطروح وأسوان. ونجحت بعض النقابات العمالية في اقتناص الفرصة للحصول علي زيادات جديدة للعمال بهذه المناطق منها نقابة العاملين بالبريد فيما تسعي نقابات أخري لتوفير ظروف العمل الملائمة للعاملين والحصول علي مزايا مادية لهم. وقال نصر عبد الحميد رئيس نقابة العاملين بالبريد إنه تم الاتفاق مع رئيس الهيئة علي زيادة الحوافز للعاملين بمنطقة شمال سيناء بنسبة 30% من الأجر يتم صرفها بداية من أول أبريل الجاري لافتاً إلي أن هذه الحوافز جاءت لتشجيع العمال علي العمل بهذه المناطق خاصة إن معظمهم مغتربون والظروف المحيطة بهم في هذه المحافظات صعبة فضلاً عما يعانيه العمال من إرتفاع أسعار السلع والخدمات هناك. في ذات السياق تسعي نقابات عمالية أخري إلي إقرار زيادات جديدة في الحوافز للعمال بهذه المناطق. وقال محمد سامي أمين صندوق نقابة المناجم والمحاجر إن عمال المحاجر الأكثر عرضة للأخطار ورغم محاولات تعويضهم من خلال تجديد بدل إقامة يصل إلي 60% من مرتباتهم وتذاكر سفر مجانية للعامل و3 أفراد من أسرته إلا أن المرتبات الأصلية ضئيلة جداً ولفت إلي أن محافظة سيناء طبقت قرار صرف 100% من الراتب للعاملين تحت مسمي بدل جذب العمالة. وأكد أن النقابة تحاول تحسين أوضاع العمال والتي تختلف مشكلاتهم من محافظة إلي أخري من خلال تعديل الاتفاقيات الموقعة بين النقابة العامة والشركات والهيئات ووفقاً للأسعار السائدة ومواجهة عمالة الأطفال وعدم وجود أمن صناعي وغيرها. وأشار النحاس عطيتو سكرتير الشئون الاقتصادية باتحاد العمال ونائب رئيس نقابة الصناعات الغذائية إلي أن رواتب العمال في المناطق النائية لا تكفي للفول والطعمية وحتي رغيف العيش الذي يمكن تناوله وصل سعره إلي 50 قرشاً فكيف يرغب العمال في الذهاب إلي المناطق النائية التي غالباً ما تكون أعمالاً صعبة يقابلها رواتب ضعيفة فلا يوجد أي حوافز تجذبهم للعمل في هذه المناطق مؤكداً أن العمال يحتاجون لزيادة فعلية وتفعيل صرف البدلات اللازمة أمام العديد من المخاطر التي تواجههم هناك لأن أي عامل لا يقبل ترك أسرته والذهاب بعيداً دون أن يكون هناك مقابل مادي مناسب. وأكد مصدر مسئول بوزارة المالية أنه تم تخصيص 197 مليون جنيه بالموازنة الجديدة لصرف بدلات لجذب العمالة بالمناطق النائية تخصص للعاملين بالسد العالي وسيناء والوادي الجديد حتي لا يتسني لهم تحمل الانتقالات وإقامة أسرهم بتلك المناطق التي لولا تلك الحوافز ما تمكن نقل العمالة إليها للاستفادة من زيادة المرتبات. ونفي تفكير الوزارة في إلغاء تلك البدلات حيث تقوم الجهات الإدارية برفعها من الاعتمادات الخاصة للأجور بتلك المناطق لافتاً إلي حل أزمة عمال السد العالي في تأخر الصرف حيث تم تحويل المبالغ المخصصة لهم لاستكمال عملهم.