بالطبع، هناك حالة من توارد الأفكار خاصة بين البعض من الصحفيين والكتاب؛ فتارة يستلهم البعض أفكار مقالاته من فكرة تم طرحها، وتارة أخري.. يستلهم البعض أفكار مقالاته باقتباس المضمون بالكامل من كاتب أو من مقال منشور بدون الإشارة للمصدر الرئيسي. فضلاً عن أسلوب (قلب الشراب) الذي تحدث عنه الصديق محمد حمدي بعموده اليومي أمس الأول الأربعاء علي صفحات "روز اليوسف" اليومية حيث يقوم أحدهم باقتباس المقال وإعادة نشره بصياغة مختلفة ربما تكون ضد المضمون الأصلي لفكرة المقال. ولكن علي أي الأحوال فمن المهم أن يتم دق ناقوس الخطر للتنبيه لقضية ما أو باستشراف حدوث أزمة أو توتر.. وهو ما يجعل أهمية للاستلهام أو الاقتباس بعيداً عن السطو الفكري المنتشر الآن. أذكر أنني قد كتبت مقالاً بمجلة روز اليوسف بتاريخ 20 مارس 2010 تحت عنوان (هل المسلمون في مصر مضطهدون؟!) حيث ناقشت فيه ما يحدث من الترويج لمفهوم (اضطهاد) المسلمين في مقابل (استقواء) المسيحيين.. ولقد رصدت العديد من الكتابات بداية من المستشار طارق البشري ود. محمد سليم العوا، ومروراً بفهمي هويدي، وصولاً إلي محمد عباس صاحب التحريض الرئيسي لرواية "وليمة لأعشاب البحر" التي ترتب عليها تجميد حزب العمل. ولقد توقفت في المقال المذكور عند ما كتبه محمد عباس بمجلة المختار الإسلامي (15 فبراير 2010 ، العدد 331) تحت عنوان: نعم.. نحن نظلم النصاري!. وهو يحمل أفكارًا.. تمثل نموذجاً للتحريض الطائفي والوطني بدون معالجة موضوعية لقضية العلاقات بين أبناء هذا الوطن.. مسيحيين ومسلمين. وحدث بعد ذلك أن دعاني برنامج مانشيت الذي يقدمه الأستاذ جابر القرموطي علي قناة On Tv يوم الثلاثاء الموافق 23 مارس 2010 لمناقشة موضوع المقال هذا مع المهندس أبو العلا ماضي (وكيل مؤسسي حزب الوسط). وقد عرضت أثناء الحلقة وعلي الهواء مباشرة ضمن ما عرضت للعدد التالي من مجلة المختار الإسلامي (15 مارس 2010 ، العدد 332)، التي تحمل مقالاً في الاتجاه نفسه لمحمد عباس تحت عنوان: ساووا الأساري بالنصاري. وقد تعرضت فيه لبعض العبارات الطائفية المسيئة.. استكمالاً لما كتبته في المقال محل النقاش في البرنامج لكي أؤكد هذا التوجه الجديد للبعض من المحسوبين علي تيار الإسلام السياسي. كما أكدت أهمية مظلة الدولة المصرية فوق جميع المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسة الدينية المسيحية والإسلامية. وكان من اللطيف بعد ذلك بحوالي 13 يوماً أن يكتب محمد الباز - صاحب رسالة الدكتوراه عن صحافة الإثارة - بعد ذلك بجريدة الفجر بتاريخ 5 أبريل 2010 مقالاً بعنوان (اضطهاد المسلمين في مصر) حيث ناقش فيه ما كتبه محمد عباس بمجلة المختار الإسلامي بتاريخ 17 مارس 2010، الذي أشرت إليه ببرنامج مانشيت في 23 مارس 2010 بدون أن يشير إلي المقال السابق لمحمد عباس بالمجلة نفسها.