طريقتنا في التعامل مع الأزمات لا مثيل لها في العالم كله.. فدائما وأبدا نرفع شعار «طنش وابتسم» لأن المسئولين عنا في كل المجالات عرفوا عن الشعب المصري آفة النسيان، فاستغلوها أسوأ استغلال، خاصة عندما تحتدم الأزمة، فيزيد معدل «الطناش» حتي تحل نعمة النسيان فننسي الأزمة بكل لوازمها.. فيضيع علي الناس والرأي العام حقهم في فهم الحقيقة.. بينما البعض يتاجر بمفردات لا نعرفها علي أرض الواقع مثل الشفافية والشجاعة الأدبية والوضوح واحترام الآخر.. وكلام كثير من هذا النوع.. وهذا ما يجعل الفساد يعيش بيننا، ومستشريًا بشدة في مختلف قطاعات مصرنا الحبيبة.. فاللعب علي ضعف ذاكرة المواطن المصري، لعبة قديمة ونتائجها شبه مضمونة، إلا فيما ندر، عندما يظهر في ساحة الأحداث شخصية لديها ملكة الضرب علي الحديد الساخن دون يأس أو ملل، ويتحمس للقضية حتي يصل إلي أهدافه.. ومن نوعية هذه الشخصية النادرة جدًا المستشار مرتضي منصور، رئيس نادي الزمالك السابق.. وأنا هنا أسجل إعجابي الشديد به، رغم اختلافاتي العديدة معه، فهو لم يتخل عن قضيته الرئيسية، التي هي أن يحاسب كل من أزاحوه عن رئاسة نادي الزمالك، ولا عن القضايا الفرعية العديدة التي تخدم قضيته الرئيسية - حسب تصوري - ومنها قضيته مع أحمد شوبير، التي تبدو أنها سوف تصل إلي (بر التصالح) قريبًا، وهذا ما ناديت به منذ بدايتها، وأن نتعامل مع ثقافة الاعتذار بشجاعة وروح إيجابية، خاصة أن القضاء أثبت أن هناك خطأ في حق الغير.. فالاعتذار يبقي واجبًا، بغض النظر عن طبيعة الحكم الصادر بمنع شوبير من الظهور ببرامجه في قناة الحياة، وهو حكم أزعجني شخصيًا، لأنه سوف يفتح الطريق أمام أحكام وقضايا مماثلة قد تضر بالعملية الإعلامية والفلسفة النقدية.. وبرغم انزعاجي الشخصي، إلا أنني أجد في هذا الحكم ما يوجب علي كل العاملين بالمجال الإعلامي ضرورة التعامل بشفافية وروح العدالة مع الكلمة التي تخرج علي الهواء إلي ملايين المشاهدين في ذات اللحظة.. وضرورة احترام الغير والآخر، والبعد عن إدارة المعارك الشخصية علي الشاشة، حتي تعود لمجتمعنا القيم العظيمة التي كانت سائدة في السابق، قبل هذا الانفتاح الفضائي، وأهم هذه القيم احترام الحرمة المنزلية للمشاهدين، وصيانة تربية النشء، وكل عناصر المجتمع. [email protected]