في تخبط واضح لجماعة الإخوان المسلمين ومحاولات لاختراق الأحزاب بأي طريقة حتي لو كانت بالتخلي عن مرجعيتهم اضطر محمد مرسي المتحدث باسم الجماعة إلي التأكيد أكثر من مرة خلال المؤتمر الصحفي الذي تم عقده أمس عقب لقاء الوفدين الناصري والإخواني علي أن الجماعة لا تسعي فقط إلي المرجعية الدينية ولا يريدون إقامة حزب ديني فالإسلام لا يعني بالضرورة ذلك بل يدعو أيضا لدولة مدنية. وعلمت «روزاليوسف» أنه تم التشديد علي ممثلي المحظورة خلال الاجتماع علي عدم ا لتحدث حول أي مرجعية دينية أو شعارات من هذا النوع حتي يقبل الناصري التنسيق معهم في المواقف المختلفة وأعلنت الجماعة التزامها بذلك. أحمد الجمال نائب رئيس الحزب الناصري قال خلال المؤتمر الصحفي: إن هذا التنسيق ينطلق من أرضية واحدة وهي أن الوطن في خطر وتحيط به أخطار داخلية وخارجية بسبب سياسات وغطرسة العدو الصهيوني ومخططات تفتيت الوطن الكبير مشيرا إلي أنه إذا كانت هناك تناقضات وخلافات ثانوية لكن المواجهة تقتضي العمل علي أجندة موحدة حتي وإن كانت الجماعة إسلامية ونحن مرجعيتنا مدنية فنحن لا نقف عند الخلافات التاريخية لنستفيد من دروس تلك المرحلة لكي نفهم المستقبل. وأوضح أنه تم الاتفاق علي أن يتم عقد اجتماعات أخري في المرحلة المقبلة من أجل مناقشة التعديلات الدستورية التي يجب أن تتم دون أن تكون هناك فوضي خلاقة وإنهاء العمل بقانون الطوارئ وتوفير حياة حرة وكريمة للمواطنين فالوطن هو الأهم في المرحلة الحالية والقوي الوطنية حريصة علي الأمن القومي المصري خاصة في قضية فلسطين التي لا تعتبر جزءا لا يتجزأ من هذا الأمن. وردا علي سؤال حول امكانية تنسيق القوي المعارضة مع الحزب الوطني تمني الجمال أن يدعو الحزب الوطني لحوار لأن مصر بها رجالا لا يقلون أهمية عن المعارضة اللبنانية علي حد تعبيره وعن التنسيق في الانتخابات البرلمانية المقبلة قال إنه لم يتم التطرق لها بالتفصيل لكن لا مانع أن نتفق ونختلف وأن نحدد ماذا نريد. أما بشأن عقد لقاءات علي مستويات تنظيمة أعلي فقال الجمال إن هؤلاء لا يقلون أهمية عن المرشد فنحن لا نعمل علي مستوي الأفراد ولكن علي مستوي المؤسسات، وردا علي سؤال عن تطرق الاجتماع إلي تحركات البرادعي أوضح الجمال أن من يتحرك ومن حقه ذلك وفقا للآليات الشرعية الدستورية ولكننا نقف ضد من ينفذ أي أجندة غير مصرية. حرص وفد جماعة الإخوان المحظورة علي التواجد مبكراً في مقر الحزب الناصري يمثلهم محمد مرسي المتحدث الرسمي للجماعة وأحمد دياب أمين عام الكتلة البرلمانية وعلي عبدالفتاح القيادي الإخواني. كما أصر ممثلو الجماعة المحظورة علي التقاط الصور مع مندوبي الصحف ووسائل الإعلام التي حضرت لتغطية اللقاء قبل بدء الحوار مع كوادر الحزب الناصري الذي استمر ساعتين في مكتب ضياء الدين داود رئيس الحزب، ورفض الأمين العام أحمد حسن والنائب الأول لرئيس الحزب سامح عاشور المشاركة في اللقاء وانحصرت المشاركة الناصرية في 6 قيادات وهم الدكتور محمد أبوالعلا وأحمد الجمال نائبا رئيس الحزب وتوحيد البنهاوي وأحمد عبدالحفيظ الأمينان المساعدان للحزب ومحسن عطية أمين التنظيم ومحمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية. وأثناء الاجتماع المغلق حدث تلاسن بين عدد من قيادات الحزب المتواجدين خارج الاجتماع علي أنه لن يتم الاتفاق علي أي شيء مهما كانت الأسباب لأن أمانات المحافظات في الناصري ترفض أي تنسيق مع الجماعة المحظورة، خاصة أنها تعرف مواقفها المسبقة تجاه الدولة المدنية والناصريين.