بعضهم استسلم واتخذ من المقاهي مأوي والبعض الآخر اتجه إلي الهجرة غير الشرعية، ورغم كل هذا لايزال هناك شباب بحثوا عن فرص عمل بعيدا عن التسكع في المقاهي وأوهام الهجرة الزائفة من هؤلاء الشباب 200 شاب اسيوطي اختاروا الذهاب إلي قرية رفاعة الطهطاوي التابعة لمركز ابنوب في الجبل الشرقي ليحولوها من صحراء جرداء الي قرية زراعية متكاملة بعد استصلاح أكثر من 1000 فدان من اراضيها الصحراوية. "روزاليوسف" رصدت تجربة هؤلاء الشباب الذين تحدوا البطالة وقهروا صخر الجبل . محمد حلمي "من الشباب" يقول إنه حصل علي 5 أفدنة ومنزل في القرية ليبدأ في استصلاحها ويحولها إلي اراض خضراء بمساعدة الجمعية الزراعية التي توفر للشباب جميع الادوات والمستلزمات الزراعية. ويضيف حسن عطية "مهندس حيازة بمركز أبنوب" انه تم البدء في إستصلاح الأراضي بداية التسعينيات حيث كانت عبارة عن أراض صحراوية خصصت للشباب عن طريق التقسيط حتي انتهوا من استصلاحها بواقع 1000 فدان. ويشير المهندس محمد هشام مدير الجمعية الزراعية بأبنوب الي ان الأراضي المستصلحة بالقرية تصلح لزراعة جميع المحاصيل من قمح وذرة وخضروات ونباتات طبية وعطرية منها الريحان والشيح وسكر البنجر موضحاً ان الفدان يعطي أعلي نسبة إنتاجية في ظل عدم احتواء الاراضي الأملاح. ويؤكد الكيميائي محمود سلامة عضو مجلس محلي الفتح عن قرية رفاعة الطهطاوي ان الشباب حولوا القرية التي كان يصعب الوصول اليها باعتبارها منطقة صحراوية وعرة الي جنة خضراء توفر المئات من فرص العمل لابناء القري المجاوره لها. ويلفت مصطفي جمعة أمين وحدة الحزب الوطني بالقرية الي ضرورة تكرار التجربة في قري الصعيد خاصة أن استصلاح الأراضي يمثل عنصراً مهماً لمستقبل الشباب مشدداً علي اهمية القضاء علي مافيا الاراضي التي تستولي علي مساحات كبيرة وتحرم الشباب منها. ويوضح خالد جاد عضو مجلس محلي أبنوب ان الأراضي الصحراوية ستكون الحل الوحيد لاستيعاب الزيادة السكانية في ظل خلقها لمجتمعات عمرانية جديدة والعديد من فرص العمل مما يقضي ايضاً علي مشكلة البطالة.