كتب : يونان مرقص إن النبوءات الإلهية قد سبقت فعينت هذا اليوم المجيد وتحدث الأنبياء بأمجاده العظيمة فقال داود النبي أني أخبر من جهة قضاء الرب قال لي أنت ابني وأنا اليوم ولدتك وقال أيضا لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولن تدع تقيك يري فساداً مز 16:1. كان إسحق الذبيح ويونان النبي رمزاً إلي القيامة فالأول عتق من الموت بعدما كان تحت حكمه ثلاثة أيام «عب 11:19» والثاني خرج من جوف الحوت بعد ثلاثة أيام «مت 12:40» وقد اشترك في عمل القيامة الثلاثة الأقانيم الإلهية أقيم المسيح من الأموات بمجد الأب «رو 6:4» والابن قال أنقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه «يو 2:19» والروح القدس أيضا أقام يسوع من الأموات «رو 8:11» فما أمجد هذا العمل العظيم الذي اشترك فيه كل ملء اللاهوت. فالحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية. وبمقدار ما رفض من الأرض والسماء وبمقدار حزنه ووجعه هكذا يتمجد اليوم من أبيه ومن جميع الخلائق ويزداد فرحاً وكمالاً. لننطلق بالروح إلي حيث قبر سيدنا يسوع المسيح وبعدما تردد في عقلنا ما احتمله من الآلام ونتذكر شقاء حال جسده لنتأمل حينئذ كيف أنه قام بجسده الممجد النوراني الذي كان في أقصي حالات الإهانة قد تكلل بالمجد وأقيم ملكاً للأمم ورباً للعالم إن أوجاعه استحالت إلي راحة دائمة وأحزانه أبدلت بأفراح القيامة الأبدية. فالجلجثة التي كانت موضوع الهزء والاحتقار تحولت إلي كنيسة للصلاة والتقديس والصليب الذي كان عاراً وإهانة استحال إلي إشارة النصر والظفر وأصبح موضوع فخر جميع المؤمنين كما قال الرسول وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح «غل 6:14». ويقول داود النبي كأنه كان سامعاً حديث الملائكة للمريمات عند القبر هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فنبتهج ونفرح فيه فماذا؟ هل فرحنا يقتصر علي هذا اليوم فقط؟ لا إنه فرح أبدي ويومه لا تغيب شمسه ولا تتواري أنواره إنه يبتدئ صباح يوم القيامة ولا ينتهي إلي الأبد لأن المسيح لن يذوق الموت إلي الأبد هذا هو يوم رب المجد ولكنه ليس كأيام ملوك العالم فإن هؤلاء تبتدي أيامهم بالسرور وتنتهي بالحزن أما في يوم الرب فلا يستطيع أحد أن يقطع علينا ساعات سرورنا لأن رئيس فرحنا وموضوع سلامنا هو يسوع المسيح قال أحد الآباء يوم القيامة يبشرنا بكمال جميع الأسرار وتمامها فأي يوم غيره أشرق نوراً ساطعاً له قوة أن يفرح ويبهج وينير وجه الأرض وقلوب الأحياء وأفئدة المائتين أيضا إذا بهذا اليوم متهللين أناشيد المسرة والفرح ولم يعد الشوك يقطر دماً من هامة المسيح بل قد أفرع ورد القيامة الزكي العرف بالطيب الرائحة. المسيح قام.. بالحقيقة قام