هناك نظرة سائدة في المجتمع المصري.. كترجمة فورية لنظرية المؤامرة بالتشكيك في دور المنظمات الدولية، والاتهامات سابقة التجهيز بوجود أجندة خفية وغير معلنة بهدف (تغريب) المجتمع المصري وخلافه. وللأسف الشديد ترتب علي هذه النظرة وجود حالة من عدم الثقة وعدم الاهتمام بدور المنظمات الإنسانية الدولية. أكتب هذا الكلام بسبب الحملة الإنسانية التي أطلقتها مؤخراً هيئة إنقاذ الطفولة البريطانية تحت عنوان (لكل طفل) من أجل الدعوة للحفاظ وتعزيز حق البقاء علي قيد الحياة للأطفال حديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة، ومواجهة المعدلات المرتفعة لوفيات الأطفال عالمياً.. والتي تقدر بأكثر من 9 ملايين طفل في العالم بسبب أمراض يمكن تجنبها والوقاية من العديد منها. وسوف تستمر الحملة حتي عام 2015، وذلك بهدف تقديم المزيد من الدعم من أجل خفض معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة (ثلث) ما كانت عليه عام 1990 وذلك بحلول عام 2015، وتعتبر الحملة التي تم إطلاقها في مصر هي امتداد لحملة دولية بدأتها هيئة إنقاذ الطفولة البريطانية منذ شهر أكتوبر الماضي. تهدف حملة (لكل طفل) التي انطلقت تحت رعاية د.حاتم الجبلي (وزير الصحة) إلي تحقيق العديد من الأهداف التي تساعد علي الحد من وفيات الأطفال الصغار بالحفاظ علي حياتهم بصحة جيدة من جهة، وتحسين صحة الأم والطفل من جهة أخري. وتهدف حملة (لكل طفل) إلي: التوسع في دعم البرامج الصحية للأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم، ودعم جهود الحكومة المصرية.. خاصة جهود وزارة الصحة في تحقيق أهداف الألفية للتنمية، وتفعيل دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في دعم البرامج الصحية للأم والطفل.. كدور مكمل لدور الدولة، وتشجيع المشاركة المجتمعية ومشاركة الملايين من الناس للمساعدة علي إحداث تغيير إيجابي ومستمر في حياة ملايين من الأطفال، ورفع وعي الأمهات بالرعاية الصحية والوسائل الوقائية الممكنة للحد من وفيات الأطفال حديثي الولادة، وبناء قدرات الفرق الصحية وتقديم التدريبات اللازمة والمتخصصة لهم للنهوض بجودة الرعاية الصحية، ودعم وتفعيل نظام الإحالة من المنزل إلي المستشفي في المناطق الأكثر احتياجاً. إنها أهداف قيمة نحتاج إلي دعمها ومساندتها.. خاصة إعلامياً علي اعتبار أنها ترسخ مبدأ (الوقاية خير من العلاج).. فالاهتمام بصحة الأم الحامل من شأنه أن يكون الطفل الصغير مكتمل النمو، والاهتمام بصحة الأطفال الصغار من شأنه أن يحافظ علي صحته وبنيته الجسدية بدون التعرض لأمراض ومتاعب صحية تعوقه عن ممارسة حياته بشكل صحي سليم. وما ينتج عن ذلك من دعم وزارة الصحة في تقديم خدماتها لأصحاب الأمراض الأخري. من المعروف أن هيئة إنقاذ الطفولة البريطانية هي أكبر هيئة عالمية مستقلة رائدة في مجال تنمية الطفل، وهي تتكون من تحالف دولي يضم 29 هيئة مستقلة. ويبلغ عدد العاملين في الهيئة أكثر من 14 ألف شخص يعملون معاً لإحداث تغيير ايجابي في حياة الأطفال علي مستوي أكثر من 120 دولة علي مستوي العالم.