بدأت الولاياتالمتحدةوباكستان أمس محادثات رفيعة المستوي في العاصمة الأمريكية علي مستوي وزيري الخارجية لإنهاء عقود من انعدام الثقة، وسط توقعات بأن يؤثر توتر العلاقات حول قضايا التعاون النووي والأمني علي علاقات البلدين. ويعلق الباكستانيون آمالا كبيرة علي الحوار الاستراتيجي مع واشنطن، وصرح مسئولون أمريكيون وباكستانيون بأن إسلام آباد قدمت لواشنطن "قائمة الأمنيات" التي تقع في 56 صفحة وشملت طلب طائرات بدون طيار ومروحيات حربية بالإضافة إلي إجراء مباحثات بشأن التعاون النووي. ويرجح أن يسفر الحوار الاستراتيجي بين الحليفين عن توقيع عدة اتفاقات، ابتداءً من بناء سدود وطرق إلي مشروعات للكهرباء لباكستان التي تعاني من حرمان في الطاقة، بالإضافة إلي التزامات أمنية إضافية، إلا أن الهدف الأساسي من الاجتماعات هو البناء علي الانتصارات العسكرية التي حققتها إسلام آباد ضد طالبان أخيراً، في الوقت الذي يحسنان فيه العلاقات وتتغير فيه المشاعر المعادية للولايات المتحدة. وقال شاه محمود قرشي وزير خارجية باكستان مساء أمس الأول: "نريد حواراً يسفر عن نتائج". بينما حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون علي نقل العلاقات إلي "مستوي أعمق" ولكنها قالت إنها لا تتوقع "تحريك عصا سحرية" وإنهاء سنوات من انعدام الثقة. من جانبه، دعا عبد الواحد الكشميري زعيم جماعة عسكر طيبة التي تتخذ من باكستان مقرا لها، أنصاره إلي الجهاد ضد الطغاة حسب تعبيره، فيما يتوقع أن تثير الدعوة غضب الهند التي اتهمت الجماعة رسميا بالوقوف وراء هجمات مومباي عام 2008 . وقال الكشميري في تجمع حاشد في بلدة كوتلي في كشمير الباكستانية انه "التزام ديني للمجاهدين بقتال الغزاة والطغاة في شتي أنحاء العالم." كان نواب أمريكيون قد دعوا إدارة الرئيس باراك اوباما هذا الشهر لزيادة اهتمامها بمتشددي عسكر طيبة وحث إسلام أباد علي كبح جماح هذه الجماعة بشكل أقوي، وحظرت السلطات الباكستانية رسميا عسكر طيبة بعد أن ألقت باللائمة عليها في هجوم علي البرلمان الهندي عام 2001 . ميدانيا لقي ما لا يقل عن 10 أشخاص مصرعهم وأصيب 15 آخرون في اشتباكات مع القوات الأمنية والهجمات الجوية التي استهدفت مخابئهم في المنطقة القبلية الباكستانية المتاخمة للحدود مع أفغانستان، وقال مسئول حكومي إن الاشتباكات وقعت في منطقة أوراكزاي القبلية في الوقت الذي يشن فيه الجيش والقوات شبه العسكرية مدعومة بالدبابات وسلاح المدفعية هجوما للقضاء علي ملاجئ طالبان والقاعدة ومعسكرات التدريب. كما لقي ستة مسلحين علي الأقل مصرعهم في هجوم صاروخي شنته طائرات استطلاع امريكية في منطقة شمال وزيرستان بالحزام القبلي بمحاذاة الحدود الأفغانية بشمال غرب باكستان. وصرح مسئولون أمنيون في مدينة بيشاور بأن طائرات الاستطلاع الامريكية أطلقت صاروخين علي سيارة للمسلحين تقف أمام منزل مما أدي الي مقتل ستة مسلحين علي الأقل واصابة ثلاثة آخرين بجروح.