من المنتظر أن يعرض أحمد أبوالغيط وزير الخارجية رؤية مصر تجاه الموضوعات والقضايا المطروحة علي القمة العربية والتي تنطلق في مدينة سرت الليبية يوم السبت المقبل وذلك من خلال مشاركة أبوالغيط في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم الخميس والذي يمثل آخر المحطات التحضيرية للقمة. ومن المقرر أن يحيط أبوالغيط الوزراء العرب بالجهود المصرية المبذولة لرأب الصدع الفلسطيني وانجاز المصالحة الفلسطينية بالاضافة الي التطورات الجارية علي الاراضي الفلسطينية لاسيما ما يشهده القدس والاتصالات الدولية المكثفة التي أجرتها مصر علي مدار الفترة الماضية والاستخلاصات المصرية من هذه التحركات والاتصالات وبخاصة تلك التي تمت مع الادارة الامريكية والاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي والسكرتير العام للأمم المتحدة، كما من المنتظر أيضا أن يقدم أبوالغيط تقييما للمرحلة القليلة الماضية فيما يخص المسائل المتعلقة بملف عملية السلام وما يشهده من تطورات وكان آخرها قرار اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط. من الناحية الأخري تقول جميع المؤشرات والاجواء التي استبقت اجتماع وزراء الخارجية والتي صاحبت اجتماع كبار المسئولين أن اجتماع اليوم سيشهد سجالا وشدا وجذبا في ضوء استمرار سعي بعض الاطراف العربية لافساد العمل العربي المشترك، اجتماع اليوم من المنتظر أن يشهد عملية تمرير مشاريع القرارات واعتماد الصياغات النهائية لرفعها علي القادة. يأتي هذا فيما استمر الغموض مسيطرا علي موقف لبنان من المشاركة في القمة حتي صباح أمس وقبيل ساعات من اجتماع مجلس الوزراء اللبناني والذي انعقد عصر أمس لبحث مسألة المشاركة وفي هذا الاطار علمت «روزاليوسف» من مصادر لبنانية أن مجلس الوزراء اللبناني في حالة اقراره المشاركة فإن الذي سيمثل لبنان في القمة هو السفير خالد زيادة مندوب لبنان الدائم لدي الجامعة العربية والذي ظل متواجدا في القاهرة مترقبا نتيجة الاجتماع، وأكدت المصادر أن المعضلة الحقيقية في مسألة المشاركة يتمثل في اعتراض قوي من جانب طرف سياسي لبناني علي المشاركة وهو حركة أمل في ضوء طبيعة العلاقات بين ليبيا وحركة أمل علي خلفية موضوع الامام موسي الصدر. ومن جانبه أكد عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية عدم وجود فائدة في التعامل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بعد التطورات الاخيرة، وشدد علي أن العرب لن يتخلوا عن القدس وأنهم يتمسكون بها أكثر من رئيس وزراء إسرائيل مائة مرة. وقال موسي في تصريحات له أمس عقب وصوله مدينة سرت الليبية: لقد تابعنا التطورات الاخيرة في فلسطين والممارسات الاسرائيلية بالقدس، وستبحث القمة العربية كل الحقائق والتطورات وسنري ماذا ستثمر قمة القادة العرب. وأضاف أن سحب مبادرة السلام العربية التي تم اطلاقها في قمة بيروت 2002 مطروح علي القمة التي تشارك فيها كل الدول العربية دون استثناء ومعظمها علي مستوي القادة، مؤكدا أن الموقف الاسرائيلي المتشدد لن يدفعنا لتغيير رأينا والتخلي عن القدس.