قبل ساعات من سفره لواشنطن أوضح بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال جلسة الحكومة التي عقدت صباح أمس أن البناء في القدس مثل البناء في تل أبيب، وأنه قد أوضح ذلك للإدارة الأمريكية، وأنه خلال محادثات التقارب فإن كل جانب يستطيع أن يقدم ما يرغب، ولكن للوصول لنتائج فإن الأمر سيحتاج إلي محادثات جادة ومباشرة. وأشار نتانياهو إلي أن سياسة كل الحكومات الإسرائيلية الخاصة بالبناء في القدس ثابتة ولن تتغير، وقال: إن الرد الإسرائيلي قد نقل للإدارة الأمريكية في خطاب لمنع سوء الفهم بشأن سياسة الحكومة، وأعرب في خطابه عن التزامه بتقليل الحصار المفروض علي القطاع، والسماح بدخول مواد البناء عن طريق الأممالمتحدة، والسماح ببناء 150 وحدة سكنية في خان يونس، والإفراج عن مئات الأسري الفلسطينيين من حركة فتح. وقبل سفره التزم نتانياهو أمام الإدارة الأمريكية بتقديم سلسلة وصفها بأنها بوادر حسنة النية تجاه السلطة الفلسطينية، مثل تخفيف الحصار المفروض علي غزة لأول مرة منذ عملية "الرصاصي المسكوب"، كذلك وافق نتانياهو علي مناقشة قضايا جوهرية مثل الحدود، واللاجئين، والقدس، والمياه والمستوطنات، كذلك تناول المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين ولكن بمحادثات مباشرة مع أبومازن، ورفض وقف البناء في رامات شلومو والبناء بشكل عام في القدسالشرقية، وسيسافر برفقته وزير الدفاع إيهود باراك. في غضون ذلك وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة الذي زاره لعدة ساعات أمس بأنه سياسة غير مقبولة وغير مفيدة، مطالبًا بإنهائه لتمكين سكان القطاع من ممارسة حياتهم الطبيعية. وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي عقده عقب تفقده مشروعاً إسكانياً للأمم المتحدة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إن الحصار الإسرائيلي من شأنه "إضعاف المعتدلين وتعزيز المتطرفين"، مؤكدًا مطالبة الأممالمتحدة واللجنة الرباعية الدولية لإسرائيل بضرورة التخفيف عنه وإنهائه بشكل كامل. ودعا مون إلي صفقة فورية لتبادل الأسري تشمل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي تحتجزه حركة حماس في غزة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام، ولم يلتق المسئول الأممي أيا من قيادات حماس. وفي سياق متصل وصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل إلي إسرائيل مساء أمس الأول مؤكدًا قبل لقائه نتانياهو الذي جري أمس أننا مقتنعون بأن الطريقة الأفضل للعمل في الشرق الأوسط تتمثل في تشجيع أطراف النزاع علي إجراء مفاوضات مباشرة للتوصل إلي اتفاق يؤدي إلي السلام، وأضاف نأمل بالتوصل إلي السلام ليس بين إسرائيل والفلسطينيين فقط ولكن أيضًا بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان بالإضافة إلي التطبيع الكامل للعلاقات لمصلحة المنطقة كلها. ومن جانبه أكد نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية ل"روزاليوسف" أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيلتقي ميتشيل اليوم في عمان للاستماع إلي الموقف الأمريكي بشأن تطورات عملية السلام. وأوضح أبوردينة أن الموقف الفلسطيني سيتحدد بعد الاستماع من الجانب الأمريكي عن تصوره فيما يخص العودة لمفاوضات السلام مؤكدًا ضرورة الالتزام بوضوح بإلغاء قرارات الاستيطان والالتزام بالضوابط التي وضعتها المجموعة الغربية التي تنسجم مع خارطة الطريق والشرعية الدولية. وأضاف أن عباس سيحمل الأفكار الأمريكية وما سيدور حوله النقاش إلي القمة العربية حتي تأخذ قرارًا باستئناف المفاوضات من عدمه. ومن جانبه حذر مجلس الافتاء الأعلي في فلسطين، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عواقب السياسة التي تتبعها وتهدف إلي تهويد القدس وخلق واقع جديد فيها بدون المسجد الأقصي المبارك، مؤكدًا أن الفلسطينيين والمسلمين لن يسمحوا لهذه المؤامرة بأن تمر مهما كان الثمن.