امرأة ريفية بسيطة من قرية ميت أبوالكوم مركز تلا منوفية تجيد توقيع اسمها وتقرأ بصعوبة شديدة إلا أنها مستنيرة بالفطرة كانت تتفهم عشرتها لزوجها أنور السادات أول أفندي حصل علي شهادة البكالوريا وعمل كمدير عام لمستشفي العسكري بكوبري القبة فأنجبت وربت وتعبت حتي مع أحفادها إنها والدة الكاتبة الصحفية سكينة السادات فكانت الزوجة الثانية لزوجها والذي تزوج بعد مرض الزوجة الأولي والتي أصرت بدورها علي اختيارها بنفسها وأصبحت كاتبة كبري لها وشقيقة لابناء زوجها فكانت تتلقي التعليمات وتنفذها علي أكمل وجه وتقوم بأعمال المنزل الكبير بكوبري القبة وذلك بمساعدة بعض السيدات والذي أصبح الآن مدرسة القائد الكبير وتشير الكاتبة سكينة السادات بأن المنزل كان يسير بنظام مثل الساعة الدقيقة وتزوج أشقائي الكبار بالمنزل محمد أنور السادات وعصمت وطلعت وكذلك البنات وكانت والدتي متفانية في خدمة الجميع وكانت هذه أهم مكافئة ولي أشقائي، كما كانت دائمة التحذير لنا من التصرف أي تصرف خطأ والا التعرض لعقاب أخي الكبير الرئيس الراحل.. وكان العقاب عبارة عن الحرمان من النزهة الاسبوعية يوم الخميس والحصول علي 10 قروش 7 منها ثمن تذكرة لسينما هونولولو و3 تعريفة ثمن زجاجة مياه غازية وشراء سوداني ولب بالباقي وبعد النزهة تنتظرنا والدتي بأشهي الاطعمة علي العشاء لانه كان ممنوعاً علينا الاكل خارج المنزل أو قد تكون العقوبة الحرمان من المصروف اليومي 5 قروش في اليوم لمدة أسبوع كامل، وتضيف الكاتبة سكينة السادات بأنها لم تذق في حياتها طعاماً بحلاوة ومذاق طعام والدتها وبالتحديد أكلة محشي الباذنجان والطماطم والكوسة والفلفل، وتكمل حديثها قائلة كانت لكل مناسبة طقوس خاصة نقوم بها داخل أسرتنا وتعلمتها من جدتي الزوجة الأولي لابي كما كنت أناديها ومن والدتي أيضا وهي قراءة القرآن ليلة النصف من شعبان والدعاء وذلك بعد أن نأخذ حمامنا فضلا عن الاعداد لطعام شهي وكذلك ليلة القدر أما في ليالي رمضان فلم تخل المضيفة الملحقة بالمنزل من المنشدين بعد صلاة التراويح وكان الجميع بالمنزل يطرب بالذكر والانشاد كأبي وأخي أنور ووالدتي وجدتي وفي العيد تتسابق أيدينا أنا وأشقائي أيادي والدتي وجدتي في عمل الكعك، وبعد أن تزوجت بالموسيقار عبدالحليم نويرة وعمرها 15 عاما كانت لأمي دور بارز وكبير وفعال في حياتي وأسرتي فلقد ساعدتني في تربية أبنائي حتي أني رفضت السكن علي النيل وسكنت بجوار منزلنا بكوبري القبة وبالفعل هي ربت ابناءي إيمان طبيبة بشرية ويمني أستاذة جامعية ومحمد مهندساً مدنياً حصل علي الدكتوراه من إنجلترا وأمريكا ولم أستطع أن أفعل مع أبنائي بعد زواجهم ما فعلته أمي معي فلقد قدمت لي الكثير وساندتني طوال حياتي، كما كنت حريصة علي أن أجلب لها هدية كلما سافرت وعندما توفيت عام 1973 كانت الصدمة قاصمة لظهري ومنذ وفاتها إلي الآن وأنا أحرص مع أشقائي علي أن نحيي ذكراها يوم وفاتها 27 مارس من كل عام بقراءة القرآن والدعاء لها واخراج صدقة جارية علي روحها.