تحولت محاكمة المتهمين في حادث نجع حمادي والدفاع عن الضحايا الذين لقوا مصرعهم مساء الاحتفال بأعياد الميلاد الأخيرة إلي محور للصراع بين نقيب المحامين حمدي خليفة والنقيب السابق سامح عاشور، ودخل الاثنان في سباق الحصول علي دعم الكنيسة في القضية لأغراض بعيدة عن الدفاع القانوني. القضية بدت وكأنها ورقة انتخابية يسعي كل من خليفة وعاشور لاستغلالها واتضح ذلك في الزيارة التي قام بها حمدي خليفة للبابا شنودة في مقر الكاتدرائية صباح أمس كمحاولة لتفويت الفرصة علي سامح عاشور قبل الجلسة الثانية لمحاكمة المتهمين في حادث نجع حمادي والمقررة غداً السبت أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بقنا، خاصة أن عاشور قاد فريق الدفاع في الجلسة الاولي الشهر الماضي بمن فيهم المحامون الاقباط المناصرون لخليفة. وأوضح حمدي خليفة أن لقاءه مع البابا تناول ضرورة الحفاظ علي الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين حتي لانعطي فرصة للدخلاء للنيل من الامن المصري، فضلا عن ضرورة تنسيق الجهود بين الكنيسة والنقابة للدفاع عن الاراضي المحتلة والتصدي للانتهاكات الاسرائيلية ضد القدس. وقال خليفة إنه أشار الي لجنة الدفاع التي شكلتها النقابة للدفاع عن ضحايا حادث نجع حمادي التي راح ضحيتها 7 أشخاص بينهم 6 مسيحيين ومسلم بالاضافة لاصابة 9 آخرين، مؤكدا أنه سيحضر الجلسة المقررة غداً للدفاع عن المسلمين والمسيحيين لكن اللافت أن البابا لم يتحدث مع خليفة علي توكيلات للدفاع في القضية. في المقابل كشف سامح عاشور عن لقاء مع البابا شنودة عقده في السادسة من مساء أمس للحديث عن بعض القضايا العامة التي من بينها جلسة محاكمة المتهمين الثلاثة في الحادث الكموني وقرشي وهنداوي، مشيرا إلي أن مصلحة المجني عليهم أهم من التنافس علي قيادة الدفاع في القضية. المثير أن الدفاع عن الضحايا في مثل هذه القضية يتعدي مسألة الدفاع القانوني وخاصة أن أصول المرافعة في القضايا المنظورة أمام محاكم أمن الدولة العليا طوارئ تقتصر علي دفاع المتهمين فقط ولا توجد من أدلة لدفاع الضحايا وبالتالي فإن التيار حول قيادة دفاع الضحايا وبالتنسيق مع الكنيسة يحمل كثيرا من الابعاد السياسية والدعائية. من جانبه نفي قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ما تردد عن قيام بعض أعضاء المجمع المقدس بالموافقة علي تعديل لائحة 57 لسنة 1959 الخاصة باختيار البطريرك.