وترجمة- أمنية الصناديلي واصل العاملون في موقع "إسلام أون لاين" اعتصامهم احتجاجا علي سياسة إدارة الشركة التي تدير الموقع ورفضها صرف مكافأة نهاية الخدمة للعاملين بعد تصفية شركة "ميديا إنترناشيونال" المسئولة عن تشغيل الموقع والتي تقدر ب6 أشهر وشهر عن كل سنة خدمة قضاها العاملون. ويعد موقع إسلام أون لاين أحد أكثر المواقع الإسلامية شعبية في الشرق الأوسط إذ يجتذب 120000 زائر يومياً بحسب ما أشارت صحيفة الجارديان التي تؤكد أن السبب الرئيسي لاعتصام العاملين هو تدخل المديرين الجدد بالإدارة العليا بقطر في سياسة الموقع بشكل كبير للسيطرة عليه وفرض أجندة أكثر تشدداً وتحفظاً بهدف إعادة تشكيل هوية الموقع الذي طالما نظر إليه باعتباره المعقل الليبرالي وصوت الإصلاحيين في العالم الإسلامي. ويقول أحد العمال المضربين، والذي رفض ذكر اسمه، إنه بحلول الأحد لن يكون هناك "إسلام أون لاين"، ولن يتبقي منه سوي مبني خال من موظفيه، بينما يوضح آخر ويدعي فتحي أبوحطب، أن الإدارة تسعي للتدخل في صنع القرار في عملية التحرير كما تسعي لتغيير لهجتها المعتدلة وتقليل تنوع المحتوي.. إنهم يريدون تغيير اتجاه وسياسة إسلام أون لاين.. وحتي لو كنت تمول مشروعاً فإن ذلك لا يعني أن لديك الحق في تغيير سياستها التحريرية دون التحدث مع العاملين فيها. وعلي خلفية الحدث يطرح جاك شنيكر مراسل الجارديان في القاهرة تساؤله عن السبب الحقيقي للإضراب، هل هو بسبب حقوق العمال، أم بسبب خلاف ديني أم وطني؟ ويقول شنيكر: إنه مع وصول عدد زوار الموقع إلي 120 ألف زائر يومياً، ومع بثه بعدة لغات، فإن موقع إسلام أون لاين يعتبر الموقع الأكثر نفوذاً في العالم من بغداد إلي بسلدون إذ يستخدمه المسلمون كمصدر رئيسي للمشورة في كل شيء من العجز الجنسي للتمرد في العراق. لذلك فإن تحديد المسيطر علي مثل هذا الموقع يكون أمراً حيوياً للغاية، وهو ما يسبب أزمة اليوم، فالعاملون بالموقع يبدون اعتراضهم علي الأجندة الخليجية المتشددة التي تفرضها عليهم الإدارة الجديدة. ويكمل شنيكر بقوله: إن السبب الحقيقي وراء الخلاف له أبعاد أخري مثل زيادة التنافس السياسي بين مصر وقطر وإقحام الموقع في مثل تلك القضية مع اتساع إطار الحرب الثقافية بين مصر ودول الخليج، إذا تحاول دول الخليج شن حملة طويلة الأمد لانتزاع هيمنة مصر الثقافية علي العالم العربي. واعتبار مصر عاصمة للثقافة العربية عكس وضعها السياسي في ظل حكم جمال عبدالناصر، فمع غناء أم كلثوم، وإخراج يوسف شاهين، كان عبدالناصر زعيم الشارع العربي، ولكن مع طفرة البترول في السبعينيات وجد الخليج نفسه غارقاً في الدولارات، بينما غرقت لبنان في حرب أهلية وتخبطت مصر مع اغتيال السادات، وحكم مبارك، فما كان من السعودية والإمارات إلا الشروع في تمويل مشروع طموح للسيطرة الثقافية في المنطقة. وخسارة موقع إسلام أون لاين ذي الصبغة المصرية المعتدلة ستكون خسارة للعالم الإسلامي كله خصوصاً مع اتجاهه بشكل كبير نحو السلفية.