هناك شعور واسع النطاق في أوساط المهتمين بالإعلام الجديد في العالم العربي أن منافسة موقعي فيس بوك وتويتر أمر مستحيل، وذلك لأنها تنمو بسرعة أكثر من غيرها تقنيا ولأنها استطاعت تكوين قاعدة شعبية يصعب التغلب عليها، وإذا كانت بعض المواقع العربية قد أسست شبكاتها الاجتماعية مثل مكتوب وجيران وإم بي سي، فإن هناك بشكل عام إحباط في صناعة الإعلام الجديد في العالم العربي أن لعبة الشبكات الاجتماعية قد حسمت لصالح الشركات الأمريكية الكبري. أنا شخصيا لا أتفق أبدا مع هذه الفكرة، وأعتقد أن هناك فرصة واسعة جدا للشركات العربية للمنافسة وتحقيق تفوق مميز، مع ملاحظة أن النجاح في عالم الإنترنت والشبكات الاجتماعية لا يعني القضاء علي المنافس، فساعات استهلاك الجمهور للإنترنت تزداد عاما بعد عام، وهذا يعني إمكانية أن يكون للشخص عدة مواقع شبكات اجتماعية يزورها يوميا في نفس الوقت. النجاح في عالم الشبكات الاجتماعية في رأيي يمكن أن تتحقق من خلال ربط هذه المواقع بما يحصل علي الأرض في العالم العربي. كنت قد تحدث سابقا عما فعله موقع فيس بوك وموقع تويتر أثناء الألمبياد الشتوي في كندا حيث قاموا بالتنسيق مع المشاهير ومع إدارة الألمبياد لتغطية الأحداث أولاً بأول، وكانت المتابعة مدهشة والنجاح باهراً. المواقع الأمريكية لا تستطيع صنع ذلك في العالم العربي إلا إذا وضعت استثمارات كبيرة في هذا المجال، وهذا أمر غير محتمل في القريب العاجل. هناك تجربة يابانية مميزة، حيث قام موقع ياباني اسمه أميبا pj.abema بتقليد نظام تويتر، مع بعض التعديلات التي تسمح بالكتابة بالياباني. بدأ الموقع قصة نجاحه عندما استقطب 2000 شخصية يابانية شهيرة للمشاركة من خلال ذكرياتهم اليومية والتي يضيفونها من خلال جهاز الموبايل، ليصبح بسرعة المنافس الأساسي لتويتر في اليابان. هذه التجربة ليست تجربة وحيدة بل هناك تجارب عديدة أخري في فرنسا والهند وألمانيا والصين وغيرها والتي تخلق نافذة أمل للمستثمرين والمتخصصين في مجال الإعلام الجديد عربيا، ولكن الشرط فقط هو كيفية صناعة نكهة محلية تتفاعل مع الأحداث والشخصيات في العالم العربي بحيث يتحول الموقع إلي موقع "إعلام اجتماعي" حقيقي يربطك بالأخبار والمعلومات والمشاهير والأحداث ومختلف فئات الناس علي الأرض. هذه في رأيي وصفة النجاح عربيا.. مدير الإعلام الجديد، مجموعة MBC