في حين شهدت القاهرة صباح أمس مباحثات مصرية أوروبية رفيعة المستوي أجراها وزير الخارجية أحمد أبوالغيط مع مفوضة السياسة الخارجية والأمينة بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون تطرقت إلي مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط والأراضي الفلسطينية بالأخص، وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع علي التوالي حصارها المشدد للبلدة القديمة من مدينة القدسالمحتلة وللمسجد الأقصي ضمن إجراءاتها المشددة في إطار استعداداتها لافتتاح "كنيس الخراب" الواقع علي بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصي. واستمر إغلاق بوابات المسجد الأقصي باستثناء ثلاثة فقط مع تشديد الدخول لمن تزيد أعمارهم علي 50 عاما، كما تم منع التجار ممن لا يسكنون في أحياء البلدة من الدخول وهو ما انطبق أيضاً علي طلبة المدارس، وعقب لقائه بأشتون قال أبوالغيط لا نفهم إطلاقاً أن تقوم لجنة المتابعة العربية بتأييد بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ثم نجد في اليوم التالي إسرائيل تلقي بالقفاز في وجه المجتمع الدولي، مشيراً إلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عندما جاء إلي القاهرة منذ عدة شهور تحدث بأسلوب وبرؤية قدرنا وقتها أن هناك شيئاً إيجابياً جديداً، لكن تبين فيما بعد أن ذلك كان مجرد رغبة في إضاعة الوقت. وشدد وزير الخارجية علي ضرورة أن تعي إسرائيل أن المجتمع الدولي غاضب وأن هناك ثمناً لهذه المواقف الإسرائيلية. وأضاف أبوالغيط أنه أكد للمسئولة الأوروبية ضرورة قيام الرباعية الدولية عندما تجتمع في التاسع عشر من مارس الجاري بموسكو أن يتحركوا ويتخذوا من المواقف ما يفرض تغيير هذا الوضع. وردا علي سؤال عما إذا كان الاتحاد الأوروبي يمتلك أوراق ضغط علي إسرائيل، قال أبوالغيط إنه تحدث مع اشتون عن الحاجة لتنفيذ الأفكار الأوروبية وما يتحدث به الأوروبيون وهم يتحدثون عن إجراءات تتعلق بصادرات قادمة من المستوطنات وصادرات المناطق الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي وبها مستوطنات والمطلوب أنهم ينفذون هذه الإجراءات وأن يرسلوا رسائل إلي الجانب الإسرائيلي وأن ترفيع العلاقات الأوروبية الإسرائيلية ليس مطروحا في الوقت الحالي. وشدد أبوالغيط علي أنه يجب أن تعي إسرائيل أن المجتمع الدولي غاضب وأن هناك ثمناً لهذه المواقف الإسرائيلية. في غضون ذلك حذر مسئول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبدالقادر من أن أي محاولة لدخول الأقصي من قبل يهود متطرفين سيشعل لهيب المنطقة ولن يقتصر علي الأقصي والقدس. وواصلت الجامعات المصرية أمس مظاهراتها الاحتجاجية ضد الممارسات الإسرائيلية وندد الطلاب بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان وعدد من جامعات الأقاليم وجامعة الأزهر بالتهديد الإسرائيلي للأقصي، ورفعوا لافتات كتب عليها "للأقصي رب يحميه ونحن بدمائنا نفديه" و"الأقصي مسرانا" مطالبين بضرورة التحرك العربي السريع علي جميع الأصعدة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.