لم نزل نمارس لعبة الافتراضات.. وتخيلنا بالأمس أن الفريق الذي شكل مع الدكتور الفاضل محمد البرادعي ما سمي بالجمعية الوطنية للتغيير.. سوف يكون هو الحاكم للبلد فيما بعد معه.. لو أصبح رئيسًا. ولمن لم يقرأ بالأمس فقد تخيلت أن الدكتور البرادعي سوف يعين أيمن نور نائبًا وحيدًا للرئيس بصلاحيات واسعة جدا.. وجورج إسحق وزيرًا للتعليم.. وممدوح قناوي رئيسا للوزراء.. وحسن نافعة قد يكون وزيرًا للتعليم العالي جدًا.. ولم أسع إلي تخيل مواقع أخري لشخصيات غيرهم في الجمعيات.. لأن ذهني جف.. وقريحتي نضبت. وقد يقول قائل.. لن يكون هؤلاء هم فريق البرادعي.. هؤلاء ليسوا إلا بعض الأسماء التي سوف تستخدم فقط في الإعداد لتعديل الدستور.. وحين يتم التعديل وتجري الانتخابات.. سوف يكون هناك فريق آخر يكشف عنه الدكتور محمد البرادعي.. ولن يكون واضحًا الآن.. وقتها لن يكون هؤلاء الموجودون في جمعية التغيير أعضاء في فريق الحكم.. فإما سوف يتخلص منهم لعدم الصلاحية.. أو سوف يصارعونه لأنه لم يقدم لهم ما يريدون.. أو يخشي بعضهم من تحدي الحكم.. لأنه لا يقدر عليه.. أو يتحولون إلي معارضين له - بحكم اعتياداتهم لأنهم لم يتخيلوا النجاح في التحول من المعارضة إلي الحكم - ويشكلون حركة جديدة ضد الدكتور البرادعي نفسه.. بعنوان: اوعي تنسي!! نتكلم جد: أين فريق البرادعي.. أين رجاله؟.. سياسي محترم مثله غاب عن البلد عشرات السنين.. رفل في نعيم فيينا.. عاش في نيويورك.. كان يزور مصر في إجازات قصيرة.. ويشاهدها احياناً في الأفلام.. إن كان يتابع الافلام العربية.. ساقه قدره لأن يكون مرشحًا للرئاسة.. وربما يقوده التغيير الذي يعد به إلي أن يكون كذلك.. رئيسًا للبلد.. أين فريقه؟ هل سوف يحكمنا وحده؟ من هم الذين معه.. من أين سيختار من يساعدونه في مهمته؟.. ما هي آراؤهم.. كيف نتعرف عليهم.. ما هي خلفياتهم.. إذا لم يكن هؤلاء المحيطون به الآن هم رجال البرادعي؟. بالفعل أسأل بدقة وأريد الإجابة.. وأرجو ألا يفهمني أحد بطريق الخطأ ويظن أنني أقول إنه لا يوجد في البلد سوي قيادات الحزب الوطني.. بالعكس البلد فيه طاقات مهولة.. ولكن أي مرشح للرئاسة أو ساع إليها أو يفرض شروطا لكي يترشح لها لابد أن يكون حوله رجال.. أن ينتمي لمؤسسة.. حزب.. كيان عامر بالقيادات والكوادر.. أرضية تساعد هذا المرشح أو ذاك لكي يبني فوقها.. بدلا من أن يكون منبت الجذور بالواقع. ولهذا فإن الدستور نص في المادة 76 التي يريد الدكتور محمد البرادعي تعديلها أن يكون المرشح للانتخابات الرئاسية منتميا لحزب قائم.. له علي الأقل عضو واحد في مجلس الشعب.. أو مستقل يتمكن من إقناع المؤيدين الدستوريين في مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية.. هذا ليس قيدا يمنع الترشيح.. وإنما مصفاة تضمن أن الرجل أو المرأة، الذي قد يكون رئيسًا لو حصل علي الأصوات الواجبة سيكون قادرًا علي حكم البلد.. ولديه معرفة بفريق.. وعنده برنامج.. هذا منصب لا يصلح لأي عابر سبيل.. أو متقاعد يتسلي في وقت الفراغ وبين الرحلات. أمور من هذا النوع لا تخفي علي الدكتور محمد البرادعي.. فهو عرك الحياة في مختلف الدول ورأي وسمع وخبر الأشياء وفهم السياسة ونظر في شئون دول مختلفة.. فإذا كان سوف يستعين بعدد من أفراد دفعته من الدبلوماسيين السابقين فليقل لنا.. وإذا كان سوف يستقدم عددًا من المصريين الذين عاشوا في الخارج فليعلن.. وإذا أراد القبول بأعضاء جمعية التغيير هذه فليؤكد ذلك.. حتي نكون علي بينة.. ونعرف إلي أين يقودنا بكلامه.. مادمنا مددنا الخط علي استقامته وافترضنا نجاح خطته المعلنة.. وهي تعديل الدستور لكي يكون رئيسًا أو فقط يترشح لمنصب الرئيس وفقًا لنصوص علي مقاسه ورغباته. الموقع الإليكترونى: www.abkamal.net البريد الإليكترونى: [email protected]