في تصعيد مفاجئ للخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول الاستيطان استدعت وزارة الخارجية الأمريكية السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورون احتجاجًا علي قرار تل أبيب ببناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أمس أن جيمس ستاينبرج نائب وزيرة الخارجية الأمريكية قام خلال اللقاء بتأنيب السفير الإسرائيلي وانتقد المسلك الإسرائيلي الخاص بالاستيطان ودعا تل أبيب إلي خطوات لبناء الثقة من شأنها أن تسمح بعودة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل إلي الشرق الأوسط لبدء المفاوضات غير المباشرة. وأكدت الصحيفة نقلاً عن مسئولين في واشنطن أن الخلاف الأمريكي الإسرائيلي يتصاعد إلي أزمة لاسيما بعد أن أبدي الرئيس باراك أوباما غضبه من القرار الإسرائيلي. فيما حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التقليل من خطر تدهور العلاقات مع واشنطن، وقال لدي بدء جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية في القدس أمس: اقترح ألا نصاب بالهلع وأن نحافظ علي الهدوء، نعرف كيف نعالج هذا النوع من المواقف برباطة جأش. وكلف نتانياهو لجنة إدارية بالتحقيق في الإخفاقات خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن حيث أثارت إسرائيل أثناءها موجة استنكار دولية بإعلانها الموافقة علي بناء 1600 وحدة استيطانية. علي الجانب الفلسطيني رحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وبيان اللجنة الرباعية، معبرة عن أملها في ترجمة هذه الإدانات إلي قرارات ملزمة لإسرائيل لوقف النشاط الاستيطاني. ميدانيا اعتقلت قوات من الجيش الإسرائيلي أحد مؤسسي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية إذ اقتحمت قوة عسكرية قرية بير نبالا جنوبرام الله، واعتقلت ماهر عودة (47 عامًا) الذي يعتبره جهاز الأمن الإسرائيلي الشاباك المطلوب رقم واحد منذ 10 سنوات. وذكرت مصادر إسرائيلية للإذاعة العبرية الرسمية أن ماهر عودة كان يقف خلف العديد من العمليات العسكرية التي نفذت ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية، التي أوقعت ما يقارب من 70 قتيلاً إسرائيليا والعشرات من الجرحي. وأشارت المصادر إلي أن عملية الاعتقال تمت دون إطلاق نار أو مواجهات تذكر بسبب وصول معلومات أمنية عن مكان تواجد ماهر عودة. من جانبها اتهمت حماس الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي من أجل اعتقال ماهر عودة. وقالت الحركة في بيان صحفي إن عملية اختطاف القيادي ماهر عودة تمت بعد مطاردة ساخنة ومعقدة وطويلة جدًا امتدت منذ أواخر التسعينيات وأن نجاح الاحتلال في اختطافه بعد فشله طيلة الفترة الماضية، ما كان ليتم لولا الجهود الأمنية الكبيرة التي مارستها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. في الوقت ذاته واصلت القوات الإسرائيلية أمس حصارها المشدد للبلدة القديمة من مدينة القدس وللمسجد الأقصي لليوم الثالث علي التوالي ضمن إجراءاتها المشددة التي تسبق عملية افتتاح كنيس الخراب أكبر كنيس يهودي داخل البلدة القديمة يقع علي بعد بضع عشرات الأمتار من المسجد الأقصي. كما أصدرت سلطات الاحتلال قراراً بهدم مسجد سلمان الفارسي المكون من ثلاثة طوابق في قرية بورين جنوب مدينة نابلس وجاء قرار الهدم بعد صدور قرار سابق بوقف بناء المسحد. وأعطي الاحتلال مهلة سبعة أيام لتنفيذ القرار. علي صعيد آخر رحبت واشنطن بتعيين الإيطالي فيليبو جراندي مفوضًا عامًا لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (أونروا) خلفًا لكارين أبوزيد التي ظلت ترأسها لخمس سنوات، وأعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون السكان واللاجئين إريك شوارتز الذي التقي جراندي مؤخرًا في واشنطن أن بلاده ستقدم 55 مليون دولار إضافية للوكالة لتقديم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين.