طغت الحداثة والمعاصرة علي أنماط الديكور ولكن مازال الأرابيسك ذا مكانة في العديد من تصميمات الأثاث بل إنه المتسيد في أفخم القاعات الشرقية بالفنادق الكبري وبعض القصور، ويعتبر الأزميل الأداة الرئيسية في هذه الصناعة حيث يشكل الخشب بين عاشق ومعشوق ويمزج بالصدف والعاج والنحاس أو الذهب، ويرجع تاريخ الأرابيسك إلي العمارة القبطية في مصر قبل الفتح الإسلامي وكما أن أشهر أشكاله مازالت تحمل أسماء قبطية ومنهم الرهبان السبعة الذين نقلوا فكر الرهبنة إلي أيرلندا ويمثل الصليب وحدة متكررة في الزخارف ويذكر الباحث الأثري جرجس داوود وجود بوابة أثرية بدير مارجرجس بمصر القديمة ترجع إلي القرن العاشر الميلادي وهي من أندر البوابات في العالم وتتكون من إطار خارجي وأربعة أجزاء بها حشوات من الأرابيسك جميلة النقوش. وبعد ذلك أصبحت العمارة الإسلامية تعتمد علي التجريد المبني علي الخطوط اللا نهائية في رسم الزخارف، وقد تنوعت استخدامات الأرابيسك بشكل كبير في البيوت الإسلامية الكبيرة وبالأخص في العصر العباسي حيث كان يستخدم في المشربيات والنوافذ وتألق هذا الفن أيضا في منابر المساجد وهكذا أصبح الأرابيسك مقرونا بالعمارة الإسلامية. أما الأرابيسك الحديث فيكون مصنوعا من أي نوع من الأخشاب عن طريق المخرطة الحديثة وتوجد مصانع كثيرة تقوم بهذا العمل كحلية للأثاث المنزلي، وتتركز هذه المهنة في منطقة تحت الربع بباب الخلق.. ويكون سعر الإنتاج الحديث منخفضاً مقارنة بالقديم. قطع الأرابيسك في المزادات ويجوب صالات المزادات العديد من المحترفين بحثا عن القطع النادرة من الأرابيسك وهم علي دراية ومعرفة بتاريخها من نوعية زخارفها، ويتم شراؤها حسب قيمتها الأثرية ونوعية خشبها، وبعد ذلك يأتي دور أخصائي الترميم الذي يعيد التحفة إلي رونقها دون المساس بشكلها أو قيمتها الأثرية.. وقد أوضح لنا الفنان التشكيلي "ناصف خلاف محمود" أخصائي ترميم بمنطقة الحسين ، بأنه يستخدم الطرق الطبيعية لإزالة الرواسب العالقة نتيجة تخزينها لفترات طويلة في أماكن غير ملائمة عن طريق استخدام المقاشط غير الحادة أو قطع الزجاج لأن استخدام الكيماويات يحولها إلي قطعة مقلدة وتفقد الكثير من قيمتها. ويقول فؤاد صديق الخبير المثمن أن قيمة الأرابيسك تقدر حسب دقه النقوش وتاريخ صنعه ونوع الخشب ويعتبر المصنوع من خشب الزان أو الأرو أو الموجنا الأعلي سعرا أوالسوري الأقل سعرا من المصري، ويتراوح سعر الصالونات قديمة الصنع بين ثلاثين وسبعين ألف جنيه، أما الصالون الحديث من الأرابيسك فيصل سعره إلي خمسة آلاف جنيه فقط.. ويضيف الخبير المثمن إبراهيم عارف بأنه قام ببيع قطعة من الأرابيسك علي شكل تسريحة بمبلغ أربعين ألف جنيه وأوضح لنا أن قطع الأرابيسك النادرة لها هوا يحبون اقتناءها في منازلهم ذات الديكور الإسلامي القديم ويحرص كثير من الاثرياء علي وجود ركن ذي طابع شرقي متأثرين بقصور الأسرة المالكة والتي تتكون من الأرابيسك المطعم بالعاج والصدف لاستكمال مظاهرالوجاهة الاجتماعية.