تأكيدا علي أهمية اللغة، ودورها الأساسي في الحفاظ علي الهوية الثقافية للشعوب، أقامت كلية الإعلام بجامعة القاهرة مؤتمرا استمرت فعالياته علي مدار ثلاثة أيام، تحت عنوان "الإعلام واللغة العربية"، تنظيم من قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أكدت الدكتورة ليلي عبد المجيد عميد الكلية ورئيس المؤتمر أن العالم العربي يواجه محاولات اختراق واضحة لهويته الثقافية، وأن أهم وأخطر تجليات هذا الاختراق، تلك التهديدات التي تواجه اللغة العربية ومجالات استخدامها، خاصة بين الأجيال الجديدة، المحاطة بلغة جديدة أفرزتها ثورة الاتصالات والتكنولوجية الراهنة، وأصبحت البديل الرئيسي للغة العربية. عبدالمجيد انتقدت مستوي اللغة العربية لدي الجامعيين قائلة: الأزمة الحقيقية التي تهدد اللغة العربية ليست في سوء توظيف وسائل الإعلام لها وإنما في عملية تعليم اللغة العربية في مدارسنا وجامعاتنا، التي تتم مع مستويات متدنية مع الطلاب غير المؤهلين، وبمناهج وطرق تدريس تقليدية الأمر الذي يفرز في النهاية معلمين غير مؤهلين أو قادرين علي تحمل مسئولية إعداد جيل جديد متميز. الدكتورة نجوي كامل أمين عام المؤتمر ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع أكدت علي الارتباط الوثيق بين اللغة والهوية الحضارية والثقافية قائلة: اللغة العربية ليست مجرد وعاء لنقل الأفكار والمعاني، بقدر ما هي مكوّن ثقافي حضاري، الحفاظ عليها ضرورة قومية، تتطلب تكاتف جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية. استضاف المؤتمر في يومه الأول، المهندس محمد عبد المنعم الصاوي ليتحدث عن رؤيته وشهادته الواقعية حول جهود "الساقية" في خدمة اللغة العربية وحمايتها، وقال في كلمته: عدم الحفاظ علي اللغة العربية خيانة مقصودة لتراث الأمة وحضارتها، والحق أن الوقت قد حان لإحداث تغييرات جوهرية في مناهج التعليم للغة العربية بالشكل الذي يضمن الحفاظ عليها وتبسيطها في آن واحد. من جانبه شن الدكتور سامي الشريف هجوما لاذعا علي الأقسام الإنجليزية بكليات الإعلام قائلا: تلك الأقسام تعلي من شأن الإنجليزية، وهو ما يهدم أسس الهوية، والأدهي أنها لم تعد أقساما وحسب وإنما بدأت بعض جامعات الخليج في تأسيس كليات إعلام لغتها الأولي الإنجليزية، ولعل هذا التفتيت المتعمد للهوية الثقافية هو أحد المخططات التي يضعها أعداؤنا للنيل منا، ورغم كل شيء فأنا أري أن هذا شيء طارئ. وانتقد الشريف ضعف مستوي مقدمي البرامج التلفزيوينة قائلا: حين أراهم أندم، فكل ما علمناه لهم عن الأسس التي ينبغي علي المذيع اتباعها لا يتبعونها، بما فيها أسس اللغة ضائعة لا يفقهون من الأبجدية سوي حروف قليلة، ولعل هذا يرجع لتدني تدريس اللغة العربية في أقسام وكليات الإعلام، وهو ما يوجب تنقيح المناهج وتدريسها مع ربطها بالإعلام.