عفواً لقد نفد رصيدكم رسالة تتكرر علي مسامع المريض المصري الذي يتوجه لتلقي العلاج داخل المستشفيات بدون واسطة وبدون كارت توصية، وذلك علي غرار كروت الشحن ذات الفئات المختلفة فكلما كان كارت التوصية من مسئول ذو منصب كلما تمتع المريض بمزايا أفضل للتحدث مع الطبيب وتلقي العلاج بشكل لائق. فلا يوجد مريض مصري سواء كان غنياً أو فقيراً جاهلاً أو متعلماً يستطيع أن يتوجه للمستشفي أو زيارة الطبيب في عيادته الخاصة دون أن يلجأ إلي أي واسطة سواء كان طبيباً أو عضو مجلس شعب أو مسئولاً بوزارة الصحة أو صحفياً للحصول إما علي كارت توصية أو مكالمة تليفون للطبيب المختص لطلب الاهتمام بالمريض والكشف عليه بشكل آدمي والسماح له برؤية الطبيب بوجه بشوش وليس عبوساً والدردشة معه عن حالته الصحية والأدوية التي يتناولها علي الرغم من أن هذا المريض دفع الفيزيته للطبيب إلا أن الكارت لابد من شحنه والغريب في الأمر هو علم المسئولين وصانعي القرار بذلك الأمر وعلي رأسهم وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي الذي صرح كثيرا بأن العلاج أصبح بالواسطة وعندما سألته في حواري معه إذا مرضت أين ستعالج فأجاب بسرعة شديدة في مستشفي دار الفؤاد لأنها المستشفي بتاعتي فحتي وزير الصحة استخدم الكارت ذا فئة المائتي جنيه ولجأ إلي مكانه وإنما هناك مرضي كثيرون يلجأون لفئات أخري وهناك من لايملك هذا الكارت ولذلك فهو يقف في طابور طويل عريض في مستشفي آيل للسقوط ليدخل ويخرج قبل أن يطرف لك رمش فهل يعقل أن يستقبل مساعد الوزير للاتصال السياسي مئات الاتصالات يوميا من مرضي عاديين تطلب منه التدخل للسماح بالكشف عليهم بدلا من تجاهلهم وانتظارهم لساعات طويلة في الاستقبال وهل يعقل أن يأتي أعضاء مجلس الشعب لنفس المساعد لأخذ كروت شخصية منه بإمضاء إلي جميع مديري المستشفيات لاستخدامها في مساعدة المرضي في الكشف عليهم، إلي متي سيظل الانهيار في عالم الصحة مستمراً؟ وإلي متي سيظل المريض مستسلماً لتلك الاوضاع وراضياً بسلب أقل حقوقه وهو أن يدخل إلي غرفة الكشف بدون كارت شحن ويقول للدكتور صباح الخير يادكتور أنا تعبان من كذا..