ازداد التكالب بين البنوك المحلية لتوظيف أرصدتها بالعملات الاجنبية المودعة في البنوك الخارجية في أدوات استثمارية أخري غير الودائع لاسيما ان الفائدة علي هذه الايداعات مازالت ضئيلة للغاية تصل في أغلب الاحيان الي صفر علي الدولار واليورو - البنوك بدأت بالفعل في التحرك خارج الخزائن المصرفية التي أصبحت غير مجدية فيؤكد مصدر مسئول بالبنك المركزي أن البنوك لجأت الي سحب 8 مليارات جنيه كاملة من ارصدتها بالخارج خلال شهر لتوجيهها الي ادوات استثمارية تضمن تحقيق عائد. ويقول المصدر ان البنوك لجأت لسحب نحو 10 مليارات و608 ملايين جنيه من ارصدتها بالعملات الاجنبية في البنوك الاجنبية بالخارج خلال الفترة من سبتمبر وحتي نهاية ديسمبر 2009 لتصل القيمة الاجمالية للارصدة الخارجية للبنوك الي 69 ملياراً و150 مليون جنيه مقارنة بنحو 79 ملياراً و759 مليون جنيه في سبتمبر وهو ما يؤكد أن البنوك اتجهت لتقليص حجم حساباتها في البنوك الاجنبية لصالح استخدامها في ادوات أخري أو سد متطلبات. ياسين الكاتب - الخبير المصرفي ونائب مدير الائتمان ببنك قناة السويس - يشير الي أن الاوعية الادخارية في الخارج أصبحت بلا عائد فالفائدة علي اليورو والدولار قيمتها لا تتجاوز الصفر وهو الامر الذي يدفع البنوك الي البحث عن اساليب وادوات أخري لاستثمار هذه الاموال بما يحقق عائداً مناسباً، ويلفت الي أن أبرز ادوات الاستثمار التي تلجأ لها البنوك في هذه الحالات هي السندات الدولية واقراض الدول لأنها تكون أقل من حيث معدل المخاطر وبعدها تقوم البنوك بضخ هذه الاموال في قروض لمشروعات كبري تتطلب هذه الاموال. يذكر ياسين الكاتب: "ان أحد المتطلبات الأخري التي تجعل البنوك تسحب من أرصدتها في الخارج في الوقت الحالي هو توجيهها لفتح اعتمادات متنوعة للاستيراد اضف الي ذلك الوفاء بمتطلبات بعض العملاء وهذه تكون بنسبة طبيعية ذ والذين يطلبون ودائعهم التي وضعوها في حسابات لدي البنوك المحلية. ويستبعد الكاتب أن يكون السحب من الارصدة الخارجية راجعاً الي تراجع الايداع محليا بالعملة الاجنبية مؤكدا أن نسبة التراجع في الايداعات بالعملة الاجنبية ضئيلة للغاية وغير مؤثرة ، مرجعا توجه بعض البنوك لطرح أوعية ادخارية بالعملة الاجنبية باسعار فائدة مرتفعة الي زيادة الطلبات علي هذه البنوك في تمويل مشروعات أو المشاركة في استخدامات بالعملة الاجنبية تضمن تحقيق فائدة أعلي من المدفوعة علي الوعاء الادخاري. وفي هذا الاطار بدأ البنك الاهلي والتجاري الدولي السباق علي اجتذاب الودائع بالعملات الاجنبية تجاوزت ال3٪ في شهادة التجاري الدولي الاستثمارية ووصلت الي أكثر من 2.5٪ لدي البنك الاهلي . أحمد سليم نائب المدير العام بالبنك العربي الافريقي يقول: "ان الودائع بالعملات الاجنبية عاودت التراجع خلال الشهور الأخيرة وهو ما يدفع البنوك للسحب من الأرصدة في الخارج للوفاء بالاحتياجات الملحة بالسوق المحلي، مشيرا الي أن عمليات الاستيراد وفتح الاعتمادات هو المستفيد من هذه العمليات. وفي السياق ذاته يقول المصدر المسئول بالبنك المركزي ان المراكز المالية للبنوك شهدت تراجعا ويأتي السحب من الارصدة الخارجية علي رأس قائمة الاسباب، فانخفضت المراكز المالية الي تريليون و151 مليار جنيه في نهاية عام 2009 مقارنة بنحو تريليون و163.7 مليار جنيه في نوفمبر.