فعلاً عندنا أزمة مرور.. ناتجة من كثرة عدد السيارات في نفس الوقت لم تنجح خطط الحكومة بشأن الشوارع والكباري في امتصاص حركة الزيادة في عدد السيارات.. والنتيجة واضحة شوارع مجنونة مرة أجد سهولة في الوصول إلي عملي ومرة أعوذ بالله.. ومن مكتبي بجريدة "روزاليوسف" أنظر إلي شارع القصر العيني أجد قوافل السيارات تتحرك بصعوبة وعادة ما تثنيني علي تحرك هنا أو هناك وتشل حركتي وتضرب مواعيدي وتصيبني بالإحباط. القضية أن الجهود المبذولة من كل أركان الحكومة لتسيير السيارات بسهولة في القاهرة وهي جهود ضخمة وجبارة وفوق مستوي القوانين وتكلف الحكومة المليارات من الجنيهات ومجهودات بشرية واضحة.. ولكن مع الأسف الحكومة تدفع.. وما زلنا نعاني. السؤال هل حركة العمران لتوسيع الشوارع وعمل تقاطعات بعيدة عن الميادين.. وفتح خطوط جديدة لمترو الأنفاق والتقاطعات العرضية للطرق وتكثيف الدرويات المرورية فيها الحل لأزمة أجد أنها تضر بالتنمية وليس بالشخص فقط! ما أعلمه جيدا أن الحكومة تقوم بعمل خطة "جبارة" أي غير مسبوقة تمتد حتي 2017 لتؤدي إلي عدم تفاقم مشاكل القاهرة المرورية أي لتظل في تلك السنة كما هي الآن.. وحجم الانفاق أكثر من 7 مليارات جنيه.. طيب إذا كنا سوف ننفق هذه المليارات للوصول إلي حالة كما هي الآن لماذا لا نشرع في تنفيذ خطط طويلة الأمد مثل تفريغ القاهرة من التجمعات الزائدة وغير المرتبط العمل بها بمناطق تواجدها نقل عدد من الوزارات إلي أطراف القاهرة وأيضا مجمع التحرير.. البدء في تفريغ مبني التليفزيون وهذا الأمر لو بدأنا في تنفيذه يحتاج إلي عشر سنوات وخلال تلك الفترة تستمر الحكومة في تنفيذ خططها بخصوص سيولة المرور والتي تشرع في تنفيذها الآن. حكاية نقل الوزارات أو الهيئات الحكومية من وسط البلد إلي أطراف القاهرة دعوة قديمة لدرجة أن البعض صدقها وأقام إنشاءات ومباني لوزارات في مدينة السادات.. لكن مع الأسف اتضح أنها خطط وهمية لزوم مداعبة الغلابة من المثقفين والمهمومين بالشأن المحلي.. والدليل أن لا أحد استجاب للقرار. وهذه الأيام عادت نبرة نقل الوزارات إلي أول طريق السويس وتم تحديد الأرض وغيرها وقد أعاد هذا الطرح لذهني حكاية النقل لمدينة السادات وقد وجدت أن هذا الطرح يجد صعوبة واضحة والدليل أن محافظ القاهرة د. عبدالعظيم وزير وغيره مرة يقول هننقل.. وغيره يقول مفيش نقل.. ووسط هذا التخبط وضياع الوقت وإهدار الفرصة وارتفاع تكاليف التنفيذ.. نجد أن المرور بالفعل مشكلة حقيقية قد لا يرصدها الكبار لأنهم يسيرون في مواكب رسمية تتقدمها درجات بخارية لفتح الطريق! إذا عندنا مشكلة مرورية. شوارعنا لم تعد تتحمل حركة شراء السيارات التي تزداد وهي ظاهرة صحية توضح أن هناك تنمية وحركة اقتصادية وظروفاً معيشة أفضل ونظرًا لرخص السيارات ومغريات البنوك بشأن طريقة تملك السيارات "قسط أو كاش" كلها تصب في صالح زيادة أعداد السيارات في القاهرة والأسرة لم تعد تكتفي بسيارة.. الألوف منها يملك أكثر من ثلاث.. عملية أزمة المرور عالمية ودول العالم تعاني منها مثل فرنسا وإنجلترا وأمريكا وروسيا وقد شاهدت الأزمة ولكن هناك محاولات جادة لحلها وعندنا أيضا محاولات جادة. ولكن نحن نتحرك بعد وقوع الضرر بينما هم علي دراية بمشاكلهم ويحاولون تقديم الحلول المستقبلية. لا أعلم هل الذين خططوا للنمو السكاني في التجمع الخامس مثلا أو 6 أكتوبر عملوا حساب المرور وخنق المداخل والمخارج.. تصوروا رحلة الذهاب أو الاياب من تلك المناطق أصبحت مشكلة.. السفر إلي الإسكندرية من 6 أكتوبر أسهل ألف مرة من الوصول لوسط البلد.. ووزارة النقل ومحافظة القاهرة تحاول كل منهما المساهمة بكل "الطرق" لمواجهة تلك المشكلة.. وأعتقد أن هناك ضرورة لنقل عدد من الوزارات وغلق مجمع التحرير والبحث في نقل مبني الإذاعة والتليفزيون، وهو أمر بات ضروريا. ولا داعي للرضوخ لضغوط الموظفين في تلك الأماكن. المرور في مصر أصبح مجنوناً. مرة تجده سهلاًً وأخري "معقداً" وما بين المشهدين لا نملك إلا الدعوات والطلب من الله أن يكون الطريق سهلاً أمامنا يوميا! هل من الممكن أن تقوم وزارة النقل في البحث عن شبكة طرق جديدة، هناك طرق أصبحت زحمة منها الطريق الزراعي ومن الممكن البحث عن موازٍ جديد زمان كانوا يقولون لنا أن شبكة الطرق هي أهم مقومات التجارة، وأيضًا التنمية بالمفهوم الشامل وأعتقد أن طرقنا برغم المليارات التي تدفعها الحكومة مقابل أن تقود سيارتك علي طريق آمن وسهل ومن الظلم ألا نلاحظ تلك الجهود أو علي الأقل تحسن لتلك الجهود المبذولة من جانب من يقوم بالإشراف علي حركة المرور داخل القاهرة، وهم رجال الشرطة لكن أري أن صاحب السيارة وهو بطل، لأنه لو وصل في موعده سوف لا يجد مكانا لوقوف سيارته، المشكلة في أزمة المرور متشعبة والمسئولية ضائعة. ولكن من الممكن أن يكون هناك المجلس الأعلي للمرور يضم النقل والداخلية، والمحافظة مهمتهم دراسة حلول للقاهرة قبل أن نستيقظ في يوم ما ونجد أنفسنا في طابور سيارات لا يتحرك.. وقتها لن تنفع الأقدام للتنقل بها وأيضًا لن تنفع السيارات ولا حتي العجلة كوسيلة مواصلات، وقتها ستصاب القاهرة بالشلل وإحنا سنصاب بالجلطة الدماغية ناتج العادم وحرق الأعصاب، إذا أيهما نبدأ بعلاجه السيارات التي ستحترق مواتيرها أو البنزين الذي يحترق بدون عائد أو المواطن نفسه علي الحكومة أن تبدأ في إنقاذ أي واحد من الثلاثة وأنا شخصيا سأكون ممتنا لها.