لايمكن أن نصادر الحزن الذى أصابنا من ضياع أمم أفريقيا لكرة اليد وانتقال البطولة الى تونس . والمحزن أن منتخب مصر وجد المساندة من جميع المصريين وتسابق الرسميون فى تقديم كل سبل الدعم بدءا من م.حسن صقر ووزراء . بحجم سامح فهمى وسيد مشعل ، وجمال مبارك وعلاء مبارك وأيضا جماهير مصر بمختلف ألوانها . من داخل اتحاد اليد لم يعد هناك صوت يعلو فوق صوت أمم أفريقيا لكرة اليد. خاصة أن تلك البطولة بالذات شهدت عدداً من الملابسات جعلتها هي الأهم بالنسبة لمعظم المنتخبات المشاركة.. البطولة بالنسبة لمصر تحد واضح لكل ما لدي مصر والمصريين خاصة أن أزمة مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر انعكست علي البطولة نفسها وكان أمام كوادر اتحاد اليد تحد واضح بضرورة الفوز في التنظيم والاستضافة والتعامل وأيضا بالبطولة ولهذا سارع هادي فهمي بالاتفاق مع م.حسن صقر للبحث عن مصادر لتمويل البطولة خاصة أنها مكلفة ويجب أن تنجح. بالنسبة للاعبين بمنتجب مصر وجدوا أنفسهم أمام عدد من التحديات فهم أول فريق مصري يتباري والجزائر بعد أحداث تصفيات المونديال وهم مطالبون بالفوز والانتصار ورد اعتبار فريق كرة القدم المصري والذي أخرجه المنتخب الجزائري من تصفيات المونديال، هادي فهمي وكوادر اتحاد اللعبة وجدوا أنفسهم هم أيضا في مواجهة مع كل 83 مليون مصري وليس جمهور كرة القدم فقط في نفس الوقت كان هناك تحد من نوع آخر للمدير الفني جمال شمس.. معروف أن الاتحاد السابق لكرة اليد برئاسة د.حسن مصطفي كان قد قرر حرمانه من التدريب في مصر وعمل بكل الطرق علي سفره للخارج وبالفعل غاب الرجل عن مصر وكرة اليد تلك الفترة وكان يحاول تقديم نفسه مرة ثانية علي أنه صاحب إنجاز وبطولات أمم أفريقيا زمردة في حزام بطولاته. وانتهت المباريات والبطولة بفقدان مصر اللقب لصالح تونس ولكن هناك علامة أو النصف فوز وقد تحقق في الفوز علي الجزائر. جمهور مصر لم يحزن بل حاول تشجيع فريقه بكل الطرق ولكن فقدان أمم أفريقيا كان أمراً محزناً تقبلناه وقلنا الرياضة مكسب وخسارة لكن فوجئت بأن جمال شمس يحاول أن يركب الموجه ولأنه متعطش للإعلام فقد حاول تقديم نفسه لمصر الرسمية علي أنه المنقذ لكرة اليد وعليها أن تساعده في أن يكون ومنتخب مصر منطقة حرة ممنوع تدخل أي جهة في خططه وهو منهج حاول فيه تقليد حسن شحاتة لكنه نسي أن شحاتة بذل جهداً كبيراً في سبيل وصوله لنقطة جعلت كل المصريين يلتفون حوله وهي ضرورة منحه كل الصلاحيات.. بل إن تلك الدعوة جاءت من داخل اتحاد الكرة نفسه. حسن شحاتة حصل علي صلاحياته بجهده وقدراته ونتائجه غير المسبوقة فاستحق احترام وحب وتقدير كل المصريين.. والحكاية معكوسة مع جمال شمس المطرود إلي الخارج من مصر! المهم أن المدير الفني لمنتخب مصر لكرة اليد حاول استغلال كلمات علاء مبارك العفوية لصالحه.. وحاول استغلال تشجيع الرئيس مبارك استغلالا شخصيا.. شمس لم يفهم أن مبارك يشجع كل مصري ناجح. لم نسمع مثلا أن حسن شحاتة اتخذ من مكالمة الرئيس مبارك له وسيلة للضغط علي اتحاد الكرة ولا علي جماهير اللعبة أو الإعلام.. بل كل ما فعله شحاتة أنه اتخذ منها عاملاً لبذل المزيد من الجهد.. أما جمال شمس فلم يفهم يعني إيه تشجيع أو حماس وهو ما يتوافق مع عقليته! استمعت إلي جمال شمس في حوار له مع قناة النيل للرياضة.. وإلي الشباب والرياضة.. لم أصدق أن هذا هو الرجل الذي يؤتمن علي منتخب مصر.. مغرور.. لدرجة أنه لم يترك كلمة إلا ويرفقها بالأنا. أعتقد أنه لا يصلح لقيادة منتخب مصر موديل 2010 لأنه ما زال يعيش مرحلة الانغلاق! هجومه علي هادي فهمي رئيس اتحاد كرة اليد مفاجأة محزنة لأن فهمي كان الصوت الوحيد وطارق الدردي عضو مجلس الإدارة المطالبان بعودة المصري جمال شمس ليرد اعتباره أمام أهله في مصر.. ورفع عقده من 27 ألف جنيه كان شمس يحصل عليها شهريا إلي 51 ألف جنيه كمدير لمنتخب مصر.. إذا هجوم جمال شمس علي هادي فهمي واتحاد كرة اليد إفلاس حتي عندما سأله المذيع في برنامج صباح الرياضة: لقد استقلت من تدريب المنتخب؟ كان رد شمس ساذجاً ويدعو للشفقة فقد قال بالنص لم استقل، مكالمة علاء مبارك لي دافع لاستمر وأنا شخصيا لن أخذل الرجل وسوف أستمر ولو عاوزين يقيلوني هم أحرار، ما هذا الحوار أو اللغة.. ما لم يقله جمال شمس أنه طلب ثلاثة شهور ليقدم استقالته خوفًا علي شكله أمام الناس وسمعته بين أسرة كرة اليد.. إذا جمال شمس ليس خائفًا ولا مهتمًا بالمنتخب لكن بالتعويض المالي كشرط جزائي في عقده!! حاول المدير الفني لمنتخب مصر لكرة اليد أن يجذب م. حسن صقر إلي صفه ليس لمساندته ولكن ليمزق العلاقة بين المسئول الأول عن الرياضة في مصر واتحاد كرة اليد عندما أعلن في صباح الرياضة في العاشرة صباح الأربعاء أنه ذاهب إلي م. حسن صقر للاجتماع معه ليقدم له تقريرًا، هذا المشهد يؤكد أن المدير الفني لمنتخب كرة اليد يحمل هدفًا غير مفيد للعبة ككل بل إنه يسعي لعمل مجد شخصي حتي لو تعارض مع نتائج منتخب بلاده! اتحاد كرة اليد كان يسعي لإقالة جمال شمس ولكن هناك من توسط ليكون القرار بداية بالتحقيق فيما نشر علي لسان شمس في الصحف والمجلات واتهامه لمجلس إدارة الاتحاد بأنه سبب في ضياع بطولة أمم أفريقيا لليد. كنت أظن أنه يتمتع بجانب من الذكاء ويغلق فمه ويحاول أن يدفعنا بأن ننسي ما حدث ويلتفت للغد. لكنه مع الأسف حاول تمزيق اتحاد كرة اليد وتشويهه وإلغاء وجوده وهو مدرب في نظري يستحق الشطب من اتحاد كرة اليد وليس الإقالة لأنه لم يحترم من منحوه الفرصة ولم ينجح كمدير فني في قيادة منتخب مصر للفوز ببطولة كان صاحبها. علي العموم أعتقد أن قرار إقالة جمال شمس تم تحديده واتحاد اليد اتفق عليه. لكن العملية وقت فقط. وأعتقد أن المدير الفني في حملته للعلاقات العامة ولتبرئة نفسه من ضياع أمم أفريقيا أساء لاتحاد اللعبة بدرجة لافتة . إذا كنا قد رفضنا سلوك جمال شمس في تبرير هزيمة منتخب بلاده. نحن أيضاً ننوه بأن علي مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة اليد أن يحدد ملامح أزمته مع الأندية واللجان والبداية ابقاء كل أعضاء مجلس الإدارة عن اللجان أسوة بالاتحاد المصري لكرة القدم. لأن وجود عضو من مجلس الإدارة رئيساً للجنة أو عضو بها أمر جعل من كل لجنة محمية خاصة وتاهت المصالح العليا للعبة وسط مجاملات مفروضة!! خاصة أن العملية الآن مختلطة ومتداخلة.. ولا يمكن لأحد أن يحاسب أحداً. علي اتحاد كرة اليد أن يستعين بكوادر براتب لإدارة تلك اللجان وعلي مجلس الإدارة المتابعة من اتحاد كرة اليد. ومازال الولاء لألوان ال تي شيرت وليس للعبة وهو أمر واضح وعلي كل أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة اليد ضرب المثل والقدوة بالاستقالة من اللجان ثم الاتفاق علي ثوابت والتحرك في مساحات محددة خاصة أن اتحاد كرة اليد عاني لسنوات طويلة من سيطرة وديكتاتورية لم يكن يتحدث أحد منهم عن أي شأن في كرة اليد وفي عهد هادي فهمي أجد أن الجميع أصبحت لديه شهية التحدث والتعليق وهي أمور يجب حصرها في ظل صغر عمر أعضاء مجلس الإدارة وحتي لا يتهمهم أحد بأنهم مازالوا صغار السن ويحتاجون للخبرة.