نتابع حالياً مشاهد لمزادات متفرقة في طول مصر وعرضها.. فمنذ بداية العام، وفندق النيل، الذي عرفته اجيال عديدة باسم النيل هيلتون، يباع قطعة وراء آخري في مزادات علنية، وكانت النهاية الأسبوع الماضي مع بيع معدات المطبخ والأجهزة الكهربائية وأثاث المكاتب والغرف. وتعلن شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، التي كانت تمثل للفقراء - إلي حد ما- بصيص أمل في كفاحهم للحصول علي مواد غذائية بأسعار معقولة، عن بيع معدات وعدة فروع وأصول عقارية ومخازنها في أهم مناطق القاهرة..مما يثير علامات استفهام كثيرة؟ كيف يحدث ذلك؟ ولماذا آل مصير الشركة للبيع في مزاد علني؟ ولمصلحة من؟ ولماذا تباع مثل تلك الأسماء، التي يعتبر البعض أنها جزء مهم من حياة المصريين، في صمت تام ومريب؟ تتردد أنباء منذ فترة عن عزم مركز البحوث الزراعية طرح جزء من أراضي محطات الأبحاث الزراعية، التابعة له والموزعة علي جميع محافظات مصر وهي 50 محطة زراعية تجري فيها جميع أبحاث المركز؛ وذلك لمواجهة العجز الشديد في ميزانيته. وتخطط إدارة المركز للبدء في بيع 500 فدان، مرحلة أولي. كذلك يواجه نادي الإسماعيلي الحجز علي المقومات المادية للنادي وبيعها في مزاد علني في مقره يوم الاثنين المقبل؛ لصالح إحدي شركات السياحة؛ لأن إدارة النادي مدينة لها بمبالغ مقابل تولي الشركة عمليات انتقال الفريق الأول في بطولات افريقية. من الإسماعيلية للإسكندرية؛ حيث تحدد يوم 22 مارس المقبل لبيع أرض ضخمة مملوكة لشركة صناعة الورق راكتا وهي شركة مملوكة للدولة، أما الأرض فمساحتها 80 فداناً. المشهد المخيف الذي يجمع عمليات البيع المريبة التي تتمدد كالأخطبوط في كل مكان من البلد، يجعلنا نحس أن خريطة مصر صارت كالوعاء الذي كان يحمله منذ زمن بائعو الأغراض القديمة ويجوبون بها في الحواري الشعبية والأحياء الراقية علي السواء منادين روبابيكيا والحق متاح للجميع في أن يساوم ويحملق ويقلّب في بضاعة البائع، التي يجمعها بأرخص الأسعار.