رغم التأهل لكأس العالم إلا أنني مازلت حزينًا لأنني خذلت الرئيس مبارك والجماهير المصرية.. بهذه الكلمات بدأ جمال شمس المدير الفني لمنتخب اليد حواره مع »روزاليوسف« الذي أشار من خلاله إلي أن منتخبنا حقق الهدف الأكبر بالصعود للمونديال مؤكدًا أن منتخبنا مازال يحتاج الكثير حتي يعود لمكانته العالمية المعروفة.. وعن مستقبل المنتخب والإخفاق في التتويج الأفريقي تحدثنا مع جمال شمس. كابتن جمال بداية حدثنا عن مدي صحة ما أثير من شائعات حول استقالتك بعد انتهاء المباراة النهائية؟ - لم أتقدم باستقالتي من منصبي كمدير فني لمنتخب اليد، ولن أتقدم بها.. وشائعة الاستقالة لم تكن الوحيدة فقد أشيع أنني أصبت بأزمة قلبية ونقلت للمستشفي بعد المباراة وهذا لم يحدث كما أشيع أنني أغلقت هاتفي المحمول واختفيت وهذا أيضًا لم يحدث. إذن مازلت باقيا في منصبك؟ - نعم. بل وتلقيت اتصالا هاتفيا من السيد علاء مبارك يهنئني فيه علي التأهل لكأس العالم ويطالبني بتوصيل تهانيه للاعبي الفريق، ووعدني السيد علاء بالتدخل الشخصي منه لتذليل أي عقبات أو معوقات تواجهني في عملي كمدير فني للمنتخب. وما هو مدي تأثير هذه المكالمة عليك؟ - خففت مكالمة السيد علاء مبارك عني كثيرًا من حالة الحزن التي انتابتني بعد المباراة، والتي لم يكن سببها أداء الفريق ولكن كان السبب الرئيسي هو شعوري بأنني خذلت الرئيس مبارك الذي تحدث إلي هاتفيا قبل المباراة وأخبرني أنه سيتابع المباراة.. وكذلك شعوري بأنني خذلت الجماهير المصرية التي جاءت لتؤازر الفريق. كابتن جمال ماذا حدث في المباراة النهائية؟ ولماذا اختفي أداء منتخبنا الجميل فيها؟ - عندما شاهدت المباراة النهائية مرة أخري رأيت أن ما حدث لم يكن لخطأ في طرق الدفاع أو لعدم أداء جيد في الهجوم وإنما كان سوء حظ وسوء توفيق فقد أضعنا فرصًا خيالية في أوقات سهلة في المباراة ونحن نلعب 6 أمام 3 لاعبين وهي فرص لا يهدرها حتي اللاعبون الناشئون. وما السبب الذي أدي إلي عدم استغلال لاعبينا لتلك الفرص؟ - لا أستطيع الوقوف علي سبب محدد لأني متأكد من حرص كل لاعب علي الفوز وتحقيق اللقب، ولكن ربما يكون هذا الحرص علي الفوز هو ما سبب التوتر والحماس الزائد الذي أدي للأخطاء في كرات سهلة من فرط حرصهم علي إحرازها. وهل تري أن لمباراة الجزائر في الدور قبل النهائي أثرًا علي ما حدث في المباراة النهائية؟ - مباراة الجزائر هي السبب الرئيسي فيما حدث أمام تونس فلم يكن هناك تكافؤ بين فريق لعب مباراة سهلة أمام الكونغو، وآخر لعب مباراة قوية حماسية صعبة لها أبعاد خارج الملعب مثل مباراتنا مع الجزائر، هذا بالإضافة لوجود فروق بيننا وبين المنتخب التونسي أصلاً تكمن في لاعبيهم المحترفين ومرور منتخبنا بمرحلة إحلال وتجديد، والسبب الأهم وهو فرق التكوين والقوي الجسمانية بين لاعبينا ولاعبي تونس، وهذا الفارق بالذات لم أصنعه، وإنما وجدته حين تسلمت المهمة فمعظم لاعبي اليد الآن تكوينهم الجسماني ضعيف، وقد اخترت الأبرز وحاولت التوازن حسب الموجود. هل الإعداد لم يكن كافيًا قبل البطولة؟ - الفريق تم إعداده خلال 50 يومًا، ولعب معي 16 مباراة قبل بدء البطولة وهي فترة قصيرة وكنت أحتاج لفترة إعداد أطول. وماذا عن رأيك في المستوي الفني للبطولة ككل؟ - المستوي العادي فلم يكن هناك جديد فالمنافسة كما هي بين مصر وتونسوالجزائر، وإن كانت الجزائر في تقدم وأعتقد أنها القوة الأفريقية القادمة، أما تونس فمستوي أعمار لاعبيها مرتفع جدًا، ومنتخبنا كان متوسط المستوي بين الاثنين نتيجة حالة التجديد التي يمر بها. وماذا عن لاعبي منتخبنا الكبار.. والشائعات التي تطاردهم بالاعتزال؟ - لاعبونا الكبار مازال لديهم القدرة علي العطاء والاستمرار لسنتين أو ثلاث وهذا طبيعي في أي منتخب يتم تجديده حيث يستمر عدد من الكبار مع الصاعدين. وماذا عن مستوي التحكيم في البطولة؟ - مستوي التحكيم في البطولة كان سيئًا للغاية، وحكما المباراة النهائية تركا المباراة تدخل في جو العنف والخشونة الذي أثر بالسلب علي أداء الفريقين. ما الذي ينقص منتخبنا حتي يستعيد الأمجاد؟ - ينقصنا بعض الأشياء فمطلوب أولاً ألا نستعجل علي النتائج وألا نضع اللاعبين تحت ضغط ونحن في مرحلة التجديد.. كما أنه لابد من توفير جو من الاستقرار النفسي للاعبين والجهاز الفني للمنتخب طوال الوقت وليس وقت البطولة فقط، وأن يكون المنتخب الوطني الأول كيانًا بذاته داخل الاتحاد يكون المسئول عنه شخص واحد، وأن يتسني للمدير الفني متابعة المسابقات التي لابد أن يكون تنظيمها حسب حاجة المنتخب، ولابد من التنسيق بين الأندية والجهاز الفني للمنتخب للحفاظ علي اللاعبين الدوليين. وهل هناك متطلبات أخري لعودة كرة اليد؟ - نعم. لابد أن يتضمن الاتحاد قسما للعلاقات الدولية لتوفير سبل الاحتكاك بالمنتخبات القوية.. ولابد من عمل جاد في منتخبات الشباب والناشئين واختيار الأجسام والمراكز المناسبة لتكون نواة جيدة للمنتخب الأول.