أطفال.. نساء.. شباب.. سكون.. همهمات خافضة.. نظام.. نظافة.. رهبة تملكت قلوب جميع الحاضرين. فجأة يخرج صوت منذ 5 آلاف عام.. يحكي قصته لأحفاده.. انتصاراته التي قهر فيها كل من حاول أن تطأ قدماه أرض مصر.. حتي إخفاقاته في إدارة الحكم لم يستشعر حرجا في ذكرها بشموخ.. وعواطفه الجياشة لزيجاته باح بها أيضاً دون اضطراب أو خجل. وأثارت إعجابي أصوات الفنانين المصريين العظماء.. وقد سيطرت عليهم "جينات ودماء" آبائهم الفراعنة ليحكوا قصص أمجاد إحدي الحضارات العريقة بمشاعر وأحاسيس أبهرت الأطفال الصغار قبل الشباب.. وجعلت عيونهم وآذانهم تضرب في عمق التاريخ بشغف.. وصل إلي أن أحد الأطفال الذي لم يتعد عمره الثماني سنوات يلفت نظر أحد القائمين علي الأمن والنظام في باحة الصوت والضوء بالهرم.. أن صوته عال.. ويريد أن يركز. وكانت المفارقة بالنسبة لي أيضاً كيف احترم الأبناء الملوك آباءهم "خوفو- خفرع- منقرع".. في كيفية بناء الأهرامات الثلاثة بأحجام مختلفة طبقاً لمنزلة الأقدم والأكبر. وكيف خرج من هذه الحضارة التي أذهلت البشرية حتي الآن.. أول المؤمنين بالخالق سبحانه، وهو الملك الشاب "أخناتون أول الموحدين" وتمنيت أن أرفع القبعة لأول وزير للثقافة وصاحب هذا الانجاز الحضاري "الصوت والضوء" الذي يتطور يوما بعد يوم وقائد هذه الإبداعات ثروت عكاشة بعد مرور 50 عاما علي هذا الابداع. وأخيراً: آلمني كثيرا أن يشاهد المصريون والسائحون الصوت والضوء في الأقصر دون عشوائيات حولها.. وأن يشاهدها هؤلاء أيضا وسط عشوائيات الصوت والضوء بالجيزة، وعلي جانبيها بيوت غطت علي روعة الأهرامات. وقلت في نفسي هذا هو الفرق بين محافظ الأقصر الذي اكتسب ثقة واحترام مواطنيه وأوجد لهم بيوتاً بديلة لعشوائيات "القرنة" بالأقصر.. وبين محافظ الجيزة الذي لايزال يعيش في برجه العاجي بمقر إقامته وقد انتشرت العشوائيات علي بعد بضعة كيلو مترات من ديوان محافظته.